مابين السطور : شكوى حمدوك

0 426


كتب ذوالنورين نصرالدين المحامي:
سابقا و على عهد الحكومات الراشدة كان ينتظر الشعب السوداني والرأي العام بيانات الرئيس او رئيس الحكومة فكان كل الصحف والأعلام والمحللين والشارع السوداني يتوقون ويتشوقون ويتوقعون دلالات الخطاب وبشرياتة وكانت البيانات والخطابات هامة من حيث المعاني والمقاصد بما يحمله الخطاب من تغيير او معالجة او تحسين يمس حياة المواطن
وكانت البيانات محضورة لأن الخطاب كان كالعيدين لايحدث الا عند الحاجة لأن الحياة كانت مستقرة
فبعد أن تفاعل وتحرك الشارع ضد حمدوك وعندما شعر بالتتريس وعدم قبوله بعد اليوم خرج إلينا في بيان هزيل وضعيف لا يلبي الأشواق او الطموحات وكانت عبارة عن شكوى
ولم ينقصه الادموع (حيدر صديق) الصديق الاسرائيلي
خرج علينا حمدوك بمصطلح جديدة يبرر لوضع اللوم على الآخرين
فلم يقدم وصفة علاجية لحال الاقتصاد ولا عن بشريات السلام ولا عن الرفاه الذي ينتظره الشعب ولاعن معالجات الخبز والوقود ولاعن الغلاء الطاحن ولم يتحدث عن عوامل النهضة او مرتكزات التنمية
فبعد ترقب وانتظار من الشعب خرج ليشكو للشعب القوات النظامية وان إدارة الاقتصاد يتم عبرهم وان ٨٢٪ من الميزانية بحوزتهم وان تهريب الذهب والوقود غير مقدور عليه ألا يعبر عجزك عن فشلك الذريع
فما هو الغرض المبطن من شكواك وبماذا ترمي بخطابك هل تريد أن يخرج الشعب علي قواته النظامية!؟
وهل خطابك إلا تحريض ودسائس ليتحمله الشارع ضد قواته الباسلة
هل تريد أن تضع فشلك شماعة في جيد القوات النظامية
هل تريد أن يحتقن الشارع فوق ماهو عليه
أليس بيدك السلطة المطلقة
ام هل تريد أن تلون (شكرا حمدوك) بطلاء جديد وقد تنعمت ببريقه ردحا من الزمن
فهل علمت الان بعد أن لفظك الشارع الثائر بأن الشعب السوداني لايعبد الاصنام ولا الأوثان
هل علمت قدر فشلك وضعفك وهوانك علي الناس هل ياتري ستقبلك المنظمات الإقليميه بعد الآن
ألم تعلم ياحمدوك بأن الثورة التي اندلعت كان من أجل تحسين الأوضاع الإقتصادية والخدمية ألم تعلم بأن التأييد والتمجيد الذي وجدته لم يحظى به جهابزة السياسية وقواد التغيير في العالم
فكل هذا التأييد تقلدته لأن الشعب كان ينتظر الحلول والمعالجات الجذرية لدواعي وأسباب الثورة ولكن الفشل لازمكم حتى في خطابات التسويف والشكاوى وكان عظيم أهتمامكم للصراع حول الموارد والمحاصصات السياسية وتوزيع كيكة السلطة بين اليساريين والتسارع لتنفيذ الاجندة الخارجية لضرب الهويه والتدين والقيم
فكان جل أهتمامكم بخوالف الأشياء دون أولويات شعبية او مطالب ثورية
وقد عقمت سلطتكم وانسد أفقها عن التفكير وخلق المبادرات وقد أظهرت عجزك التام عن إدارة الدولة وأصبحت تهرف وتشتكي لإبراء ذمتك
أليس كان من الأحرى لك ولحكومتك ولحفظ ماء وجهك بأن تقدم استقالتك لتعطف علي هذا الشعب المسكين؟
أين لغة التسويف والوعود (سننتصر وسنعبر)
فالسودان الآن سيعبر إلى المجهول ولم يمر بلحظة تاريخية فارقة في حياته كما نحن فيه الآن
بل نحن علي شفا جرف قد يؤدي بنا للاحتراب وضياع منظومة الحياة في ظل استعصام من المكون اليساري (قحط) للبقاء ولو علي الأجساد المهترئة
فليس للأخلاق ولا للقيم الإنسانية مكانة في قاموسهم السياسي
فكل هذا العجز والتمهيد بالشكوى من رئيس الحكومة يمهد لأزمة اقتصادية وطحن وسحق قادم فسيلجأون حتما الي وضع حلول تقليدية في الأيام القادمة كرفع مزيد من الدعم وزيادة الضرائب ورفع الدولار الجمركي وطباعة العملة وسينعكس ذلك علي التضخم الجائح ليصل الي ٢٠٠٪ وهو مرحلة الانهيار الاقتصادي الكامل وهو نذر لمجاعة لاتبقي ولاتذر
فإذا كان حمدوك يتذرع بورثته الثقيلة من النظام السابق ويجعله حصان طراودة للعبور والانتصار فكان الاولى ان يبقي حاجات المواطن الضرورية علي ماهو عليه من حيث الأسعار ثم يبحث في حلول الإصلاح لتخفيض التكاليف علي كاهل المواطن
وقد اذن لك الشعب بأن تتصرف في مليارات الدولارات المستلمه من (فساد النظام السابق) ام انه هراء وعواء من لجنة التمكين
فالتدهور الاقتصادي المريع قد بلغ مبلغه ولايحتاج الي دليل اواثبات فالمحور السيادي حدث ولاحرج حتي أصبح بعض قادة الحركات يتدخلون في تكوين وتمثيل الوفود للسلام والسعي للتطبيع دون شرعية وخروجا عن الوثيقة الدستورية
اما المحور الأمني فلم يسبق له مثيل في تاريخنا زعزعة واقتتال وعدم قبول للاخر وتعديات شخصية وتطور في الجريمة المنظمة وتعدد في أدوات السطو المسلح والفساد الممنهج من جراء الازمة المعيشية
اما المحور السياسي فصراع محتدم بين المكونات السياسية واقصاء وتنمر
اما الخدمات والتنمية فهو صفر كبير وهم يعيشون علي إنجازات النظام السابق من افتتاحات ومهرجانات
اما الإنتاج والانتاجية فليس في لديهم وقت للبحث عن مفرداته ومدلولاته
فاما ان يلوذ المواطن بالصمت علي الأوضاع المتردية او ينظمو صفوفهم ليقتلعوا هذه الطغمه التي جثمت علي صدورهم غير آبهين بهم فليس لهم رحمه ولاكرامة انسانية لما وصل اليه حال البلاد والعباد او ان ننتظر الكارثة التي ستحل بنا جميعا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!