الحلو مهدي الشيوعيين المنتظر

0 389

بروفيسور علي عيسى عبدالرحمن

  قبل أن يجف مداد تجمع المهنيين الذي وقعت به على الإعلان السياسي مع الحلو ، وقبل أن يجف مداد حمدوك هو الاخر الذي وقع مع الحلو باديس ابابا اتفاق اطاري يفضي إلى فصل الدين عن الدولة  ، ها هو الحزب الشيوعي العجوز يشد الرحال نحو أديس أبابا ، ليوقع أيضا اعلان سياسي مع الحلو ،الذي أصبح فعلا  حلوا اسم على مسمى . فهو مهدي الشيوعيين المنتظر  .

الهدف من هذا الإعلان هو هدف عسكري وليس سياسيا كما سمي بذلك ، وقبل الحديث عن طبيعة الإعلان لأبد من الحديث عن سر اختيار الحلو ليلعب هذا الدور مع الحزب الشيوعي .

فمن المعروف جغرافية جنوب كردفان حيث الجبال والوديان وصعوبة العمليات العسكرية فيها جعلها مستعصية مما عزز من افضلية الشيوعيين لاختيار الحلو فالاختيار لاستراتيجية المنطقة ومزاياها العسكرية ، كما أن حدود منطقة الحلو مع دولة الجنوب جعل الحلو يلعب دورا مزدوجا ، ببعد محلي واخر دولي ،كذلك يتمتع الحلو بقوات عسكرية هي الأفضل بين قوات حملة السلاح ، كذلك يمتلك الحلو حاضنة سياسية منضبطة تدين له بالولاء وأمعانا من الحزب الشيوعي لحماية ظهره كان لابد له من حليف ذي شوكة يلجأ اليه كخط دفاع ويتعين به في فرض ما يريد وأن يلعب من خلاله دورا سياسيا بالبلاد .
.
يأتي اختيار الحلو ليلعب هذا الدور مع الحزب الشيوعي لعدائه للإسلام ومجاهرته بذلك مع ملاحظة أن عبد الواحد لا يهاجم الاسلام بحكم الحاضنة التي يكثر فيها الحفاظ بينما العدل والمساواة وحركة مناوى توجههما أقرب للاسلاميين . وقد يكون الإعلان السياسي خطوة نحو اعلان مع حركات اخرى ، ولكن يظل الحلو هو الاصل

 استنادا على ما سبق فقد وقع الحزب الشيوعي والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو الأحد في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا إعلاناً سياسياً نص على تضمين نصوص في دستور السودان لا تُعدل تحت أي ظرف. لتصبح ضمن دستور السودان الدائم ويا لها من مفارقة  ، طرفان  لا قاعدة لهما تذكر على الأرض هما من يقرران مصير الأمة السودانية . ويلزمانها بمواد مضمنة بالدستور تصبح هي المرشد للأمة السوداني
  جاء بالإعلان  "يجب إلا ينتقص الدستور أو القانون من الحريات والحقوق الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الانسان والمواثيق الدولية والإقليمية ويعتبر أي قانون يصدر مخالفاً لهذا الإعلان والمواثيق باطلاً وغير دستوري".انظر إلى هذا التبجح فهل تمثل المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والاتفاقيات قيما ومبادئ للأمة السودانية.ومن أنتم حتى تعرضوا ذلك
  أضاف الاعلان: "تكون المبادئ المعنية بحقوق الانسان المضمنة في المواثيق هي مبادئ أعلى يجب تضمينها في دستور السودان ولا يحق المساس بها أو تعديلها أو القفز من فوقها تحت أي ذريعة". هذه بالطبع هي ديمقراطية الشيوعيين .

 منع الاتفاق تأسيس أي حزب سياسي في البلاد على أساس ديني،  وهذه رسالة قوية بالطبع إلى التيارات الإسلامية وتيار الإسلام السياسي فتضمين هذه الأفكار  بالدستور ، يكون التفكيك قد بلغ ذروته فميدانه ليس الماضي ولا الحاضر بل المستقبل بحيث لا مستقبل لأي عمل سياسي يرتبط بالإسلام . ولتاكيد النية المبينة تجاه الإسلام  ، أعلن الطرفان رفضهم لـ "إقحام واستغلال الدين في السياسة واضفاء قدسية زائفة على برامج سياسية اجتماعية لقوى وأحزاب سياسية .هو نص الاعلان  

 وذرا للرماد على الاعين جاء بالإعلان(تعهد الحزب الشيوعي والحركة الشعبية بالعمل المشترك لحماية حق الشعب السوداني في  الحرية واستكمال مهام الثورة المتمثلة في "حرية، سلام وعدالة".)

   يدبر الشيوعيون مؤامرة كبرى ضد البلاد ، فالتحالف الذي يجمعه مع الحلو ، انما تغذيه العنصرية والايديولوجية الماركسية وهدفه التشفي والانتقام واستئصال الإسلام فحينما تتنحى لجنة الجنرال ياسر من التفكيك الأصغر ، فإن مرحلة الحلو هي مرحلة التفكيك الأكبر التي سيعلم الإسلاميون فيها اي منقلب ينقلبون وهم مازالوا في مرحلة الصدمة والذهول ولعل مرحلة التفكيك الكبرى قد يرأس وزراءها الرفيق الحلو . وتحرسها قوات لا تعتنق عقيدة عسكرية وشعارها أمسح اكسح اسرح،  في الوقت الذي خرج فيه الإسلاميون والوطنيون من مولد التحالفات  العسكرية بلا حليف فمن يحميهم؟!

     هذه رسالة وقد قال الله تعالى( .انَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شهيد)

8/9/2020

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!