الفيضان و ود اللحد
كتب : نزار العقيلي
كلنا بنكون شاهدنا قبل كده عمليات إعدام بالشنق او شفنا عمليات انتحار بالشنق و كلنا بنكون فاكرين انو عملية الشنق دي مجرد حبل تلفو في رقبة الزول و تدفرو عشان يموت ، لكن في الحقيقة دي صور ذهنية مغلوطة تماما ، اي انسان بينتحر مشنوق بي حبل بيتعرض لالم و عذاب فوق ما تتصورو لانو عملية الشنق دي عندها حسابات رياضية دقيقة جدا” بتعتمد فيها على وزن و طول المحكوم و طول الحبل و مسافة السقطة و حكااااية طويلة و معقدة جدا عشان المحكوم بالاعدام يموت بدون ما يتعرض للألم او حتى يتجرح ، و العمليات دي بيقوموا بيها في كل السودان عساكر بيتعدوا باصابع اليد الواحدة بس .
اي زول اشتغل في وزارة التجارة و الصناعة بيعرف انو في موظف كحيان كده قاعد في مكتب وهمي و طرفي كده لكن مافي وزير او مدير بيعرف انو الزول الوهمي ده الشغل البشتغلو في الموازنات مااافي زول بيقدر يشتغلو و بي غيابه او وفاته ممكن يحصل خلل كبير داخل الوزارة .
و لو مشيت السجون حتلقى في موظفين مساكين و كاتلين ضلهم و قاعدين في مكتب وهمي بيشتغلو شغل الغذاءات او بيشتغلو حساب احكام ، يلا ديل اي واحد فيهم لو حصلت ليهو حاجة و ما جاء الدوام بتحصل كارثة .
و لو مشيت المرور ح تلقي في موظف قاعد في غرفة في اخر طابق و شغلو كلو بعد اتناشر بالليل ، يعني بيجي الدوام الساعة حداشر بالليل و بيطلع بعد صلاة الصبح ، و ماااافي زول بيعرفو او بيعرف طبيعة شغلو شنو بالزبط ، لكن الموظف ده لو غاب من الدوام يوم واااااحد بس ح يحصل فرق كبير جدا غالبا نتيجته كارثية على امن و سلامة مستخدمي الطرق .
كل مؤسسات الدولة في السودان فيها امثال الموظفين الذكرناهم فوق ديل ، بتلقاهم بيشتغلو في شغل مااافي زول بيقدر يشتغلوا غيرهم لانو غالبا شغلهم صعب و مرهق و دقيق و حساس جدا و كل الموظفين بيتحاشوا انهم يمسكوهو او حتى يتعلموهو خوفا” من المسؤلية او بحثا” عن العمل المريح .
ياخ حتى المطاعم الكبيرة المتميزة بوجبات متفردة ذي كنتاكي او بيتزا هوت بتلقى انو عندهم موظف او اتنين هم البشتغلوا الخلطة السرية بتاعت المنتج و من غيرهم ممكن تحصل كارثة كبيرة للشركة تهدد اسهمها في السوق .
ممكن تفصل و تستغنى عن كل موظفين وزارة الكهرباء من مهندسيين و فنيين و عمال شغالين في التوزيع او التحكم لكن في تلاتة موظفين وهميين شغالين في ( التوليد ) لو هبشتهم ممكن البلد تطفي و ما تولع تاني الا بعد سنة كاملة .
كل الكوارث الاقتصادية و الامنية الحصلت خلال الشهور الفاتت كانت بي سبب انو الدولة استغنت عن موظفين صغار بدون ما تتحرى الدقة او تجهز البديل العندو خبرة كافية ، استغنت عن موظفين لمجرد شبهة انهم كيزان و لو افترضنا انهم كيزان يفترض كان الدولة تجهز المهنيين الممكن يشغلوا مكانهم بدون المؤسسات ما تتاثر .
الفيضان او الكارثة الحاصلة هسه دي لا يمكن انها تكون كارثة طبيعية و لا يمكن اننا نتهم الدولة العميقة لكن من المؤكد انو السبب الرئيسي هو خلل اداري و مهني في التعامل مع الاحباس و السدود و حسابات الري .
كل الناس بتعرف تحفر القبور لكن البزبط ( ود اللحد) زول وااااحد بس .