كتب : عبدالمحمود نورالدائم
فوجئنا الأمس بخبر تداوله بعض نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي و ضجوا به ضجيجا ، مفاده أن امرأة جاءت من الخارج و تم استقبالها كالغزاة الفاتحين في مطار الخرطوم ، فقادني الفضول لأتعرف على هذه الأسطورة التي يحتفى بها و أنقب في سيرتها علني أجدها عالمة أو طالبة علم أو شاعرة أو سياسية محنكة أو دالة على خير أو فاعلته .
لكن أصابتني دهشة لما رأيته ، إذ لم أجد في سيرتها غير الشتائم و الفحش و البذاءة فهذه المرأة لا تاريخ لها علميا و لا سياسيا و لا غيره و لا رصيد تملكه سوى السباب و الحديث الفاحش !
لكن هذا ليس مستغربا فالمجتمعات مريضة بمثل هؤلاء الذين يتفشحون القول في المجالس و الأسواق و الطرقات و على مواقع التواصل الإجتماعي ، المستغرب أن يحتفي بالبذاءة جمهور من سواقط المجتمع الذين يسمون نفسهم زورا ” نجوم ” و يتهافتون في إلتقاط الصور معها حتى أنها اصيبت بالصدمة لهذا الإهتمام الكبير ، إذ لم يخيل لها أن حجم جمهورها من توافه الناس في مواقع التواصل الإجتماعي يماثل حجم جمهورها على الواقع .
و بالحديث عن البذاءة و الخلاعة فأنها اصبحت وسيلة لتسويق الذات في مواقع التواصل الإجتماعي ، نعم لا تستغربوا ان يسوق المرء نفسه بأنه بذيء و فاحش و غير محترم ، فهذه النماذج التي طفت للسطح في ظل غياب القدوة الحسنة أصبحت تجارة لها روادها و مسوقيها و بائعيها ، فالزانية و الفاحش و اللوطي مخالف الفطرة لهم جمهورا و جوقة مطبلين يداهنونهم إعجابا بأفعالهم ، ثم اصبح كل باحث عن الشهرة و البريق الزائف يسلك هذا الطريق عله يجد له جمهورا في سوق النخاسة .
و ما يجدر ذكره أن رجلا من هؤلاء سلك طريقا للشهرة في مواقع التواصل الإجتماعي بأن يلتقط صورا له و هو في المرحاض ثم يقوم بنشرها على المواقع عله يجد جوقة مطبلين خاصة به .
ثم بلغ خبره لهذه المرأة البذيئة فهاجمته اشد هجوم مستقبحة و مستقذرة فعله هذا و متوعدة أياه بوابل من الشتائم بعد ان تتفرغ لشأنه .
و في حقيقة الأمر أنا استغرب لإستغرابها فهي كما اشتهرت بالبذاءة يريد هو أن يشتهر برجل المراحيض .
و يحضرني هنا قول المتنبيء :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
و تأتي على قدر الكرام المكارم
و تعظم في عين الصغير صغارها
و تصغر في عين العظيم العظائم
كما لا يفوتني قول الشاعر :
الأرض للحشرات تزحف فوقها
و الجو للبازي و للشاهين
أيها السادة يمكننا الآن أن نقول بأنه لدينا نجمة مجتمع جديدة رصيدها أنها امرأة بذيئة هاجمت رجلا في مرحاض .
ثم أحرصوا على تربية ابناءكم على خطى محمد صلى الله عليه و سلم و ابوبكر و عمر و علي و معاذ و خالد و أسامة بن زيد ، علهم ينجون من مجتمع يقتدى فيه بفساقه و منحرفيه .