معاش الناس و التهافت نحو التطبيع

0 567

قضية التطبيع مع اسرائيل قضية لشغل الراي العام وصرفه عن مشاكله الاقتصادية والحياتية اولا؛ حتى اذا لم يعترض الناس عليها تصبح واقعا ويتم التوقيع عليها من قبل حكومة غير منتخبة…

علما ان هذه القضيه قضيه محسومة منذ عشرات السنين في السودان… السودان الدولة المسلمة صاحبة اللاءات الثلاثة لا اعتراف لا تطيع لا تفاوض

ولكن حكومه قحط تريد الان ان تدخل السودان في نفق مظلم وفي جدال بيزنطي حول التطبيع مع اسرائيل… بفرض استفهامات كثيرة

هل التطبيع مع اسرائيل مفيد للشعب السوداني اقتصاديا وسياسيا ام غير مفيد؟؟

ها الجدل في حد ذاته غير مفيد للشعب السوداني المطحون الذي يعاني الامرين في اكله وشرابه و في حياته وفي مواصلاته وفي صحته وعلاجه؛ وكثير من المشاكل التي يعانيها الشعب السوداني المسكين..

ولكن نقول لهذه الحكومه حكومة النشطاء
ان خبرتكم السياسية لا تسمح لكم بقراءة وفهم مثل هذه العلاقات الدولية خصوصا مع الكيان الصهيوني وأمريكا …
فالعلاقة مع امريكا مثلا علاقة مصالح؛ فهي تدور مع مصالحها حيث دارت؛

وكلما نفّذتم لها من مطالبها من شيء و بكل سهولة؛ كلما زادت في ابتزازها ومطالبها لكم…

وللاسف فهي لا تفي بوعودها الا علي قدر ما يجعلكم تهرولون وراءها…
بمعنى انها تسلك معكم سياسه التخدير وسياسية جوِّع كلبك يتبعك

قال حمدوك رئيس مجلس الوزراء ( ان السودان قد لبى كل الطلبات التي طلبت منه مقابل رفع اسم السودان من قائمة الارهاب)

ولكن نقول لحمدوك ان الذي نفذتموه لا يساوي معشار ما تريده امريكا من السودان؛؛
فهي لا تعرف حمدوك ولا غيره ولكنها تتعامل مع السودان كدولة…
فامريكا لا تطلب فقط الحرية والتحرر والدعارة وشرب الخمر…
امريكا تريد ان تكون السودان هي البوابة الخلفيه الحامية لاسرائيل من غزة…. وتخوفهم من دخول السلاح لغزة فهم يريدون بهذه السياسه ان تكون غزة قد استحكم حصارها بعد ان طوِّقت من كل الجهات وخصوصا من اتجاه الحدود المصرية والسودانية، فهم الان يريدون محاصرة غزه من الجهة القريبة من السودان حتى يطمئنوا من عدم دخول سلاح الى غزة من هذه الجهات..
يعني تريد ان يطبع السودان مع اسرائيل لان مجاهدي حماس في غزة هم البعبع الوحيد في المنطقه لاسرائيل؛ لانها تشكل تهديد امني كبير لاسرائيل…

ولكن فلننظر سويا الى علاقه طالبان الحركة الارهابية في افغانستان و اتفاقها مع امريكا…

والكل يعلم ان امريكا او الولايات المتحده الامريكيه قد خسرت اكثر من 48 مليار دولار في حربها قد طالبان…
وقتلت اكثر من 100 الف جندي امريكي…
و استمرت الحرب معها زهاء العشرون عاما…
ومع ذلك فقد ركّعت امريكا؛ واستسلمت للتفاوض؛ عن يد وهي صاغرة؛
فوافقت على كل طلبات حركة طالبان الارهابية واحتفلت وابتهجت بالتوقيع معها ..
وتم الاتفاق المبدئي وإلغاء العقوبات الإقتصادية المفروضة على حركه طالبان؛؛
دون ان تطلب امريكا من طالبان دفع تعويضات ماليه لاسر القتلى الامريكان الذين قتلوا في المعارك وعبر الاستهداف المباشر ….
و بدون ان تطلب ايضا امريكا دفع التعويضات لاكثر من ثلاثه الف أسرة أمريكية جراء تفجير مبنى البنتاغون و برج التجارة العالمي في احداث 11 سبتمبر الشهيرة….
وكذلك لم تطلب امريكا من طالبان وضع دستور علماني مراعاة للتنوع الديني والإثني؛؛
ولا أن تحترم الأقليات غير المسلمة في افغانستان؛؛
بل بالعكس وافقت أمريكا لحركة طالبان الإرهابية ان تحكم أفقانستان وفقا لقوانين الشريعة الإسلامية…
ولم تطلب أمريكا من طالبان التطبيع مع اسرائيل مقابل حذف إسمها من قائمة الإرهاب…

اما الأدهى والأمر والذي يظهر العزة والسيادة الوطنية في دولة أفغانستان عند حركة طالبان الإرهابية هو ان حركة طالبان اشترطت عدم التوقيع في اتفاقية السلام مع امريكا حتى خروج آخر جندي أمريكي من أرض أفغانستان وها هم الآن يخرجون كالسيل من أفغانستان…

ولكن للأسف هذه الإدارة الأمريكية جعلت السودان متمثلا في حكومته الذليلة المهانة دولة رخيصة تقدم لها التنازلات تلو التنازلات مقابل رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب؛؛؛

ثم مطالبته بدفع تعويضات لضحايا تفجيرات حاملة الجنود الأمريكية يو USS COOL والتي ليس له فيها ناقة ولا بعير؛؛

ليس ذلك فحسب بل تمادت أمريكا في ابتزازها للسودان أكثر من ذلك؛ وطالبت حكومة حمدوك بتعويضات أخرى لضحايا تفجيرات نيروبي ودار السلام…
وهي تعلم علم اليقين بواسطة مخابراتها المتواجدة في مسرح المخابرات العالمي الخرطوم حجم الأزمة الإقتصادية التي يعاني منها الشعب السوداني الفقير والعاجز عن توفير لقمه العيش فضلا عن توفير تلك المبالغ…

ولكن؛؛ من يهن يسهل الهوان عليه وما لجرح بميت ايلام
وكما قال تعالى (ومن يهن الله فما له من مكرم)
و قديما قالوا :
فلا تسأل الطغاة لماذا طغوا؛؛ ولكن اسال العبيد لماذا ركعوا

نسال الله تعالى ان ينجينا وينجي الشعب السوداني من عصبة القحاتة ومن الشيوعيين ومن شايعهم وان يكشف عنا هذه الغمة ويسقط هذه العصابة الحاكمة…

انه ولي ذلك والقادر عليه ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء

د. معتصم عثمان

الأمين العام للشؤون السياسية / حزب دولة القانون والتنميّة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!