شهداء الرغيف
د. عيساوي – جامعة سنار
عندما قلنا: (إن قحت أم الكبائر قامت الدنيا ولم تقعد بعد). وعندما قلنا: (إن حمدوك عمل غير صالح توعدونا بالويل والثبور وعظائم الأمر). وعندنا قلنا: (إن حكومة اليسار رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه كادوا يطبقوا علينا الأخشبين). وقد أثبتت الأيام صدق ما قلناه. فها هم الثوار يحاصرون غردون قحت في مكتبه تحت شعار (الرحيل). فقد انكشفت سوءة الغردون أمام الثوار. فما عادت مراكب السينات (سنعبر.. سننتصر) قادرة على حمل النفاق الغردوني. فانجلت الصورة تماما. فمن يصدق أن هناك من مات في صف الرغيف في عهد الغردون كما نقلت صحيفة التيار القحتاوية في عدد الأمس. وكيف لا يموت والدولة هي من تتجار بالدولار وفي نفس الوقت تسجن التجار (أين شعار العدالة). ومن جراب (البصيرة أم حمد) لحل هذه المعضلة استوردت الدولة مخابز من مصر بدلا من الدقيق. لا يا كفاءات آخر الزمان. لقد توقفت حتى الأمس (٢٠٠٠) مخبز لعدم وجود الدقيق. فنقولها لكم: (إن الدولة محتاجة لعجين وليس لكوانين). لذا عليكم بالرحيل قبل الترحيل. فها هي الجماهير قد انتظمت في جميع أنحاء العاصمة والولايات. لعجز الدولة عن تقديم أي شيء (الشلل التام). وكما يعلم الجميع أن الشوارع لا تخون. فوصيتي لكم ما عادت رؤيتكم على كرسي الوزارة مقبولة. فالمغادرة أولى لكم حفظا لماء وجهكم (إن كان لكم ماء حياء.. وما أظن). وخلاصة الأمر ليتكم استوعبتم الدرس من تجربتكم الإقصائية التي يخجل منها كل ذي عقل سليم. فلتكن هذه عبرة لكل من تحدثه نفسه بحكر ميدان السياسة.
الثلاثاء ٢٠٢٠/١٠/٦