إندحار دولة قحت و تبلور الحاضنة السياسية الجديدة

0 538

بقلم : بروفيسور علي عيسى عبدالرحمن

  تؤكد كل الشواهد اندحار دولة قحت ، وهذا ما تحدثنا عنه في مقالات عديدة ، ركزت على أنّ دولة قحت الضحلة سوف تذهب جفاء ليبقى ما ينفع الناس باذن الله . وقد ٠تناولنا مظاهر أفول نجم دولة المغامرين من تخبط في أمر ادارة الحكم والتدهور الشامل في المرافق الخدميّة والمؤسسات الاقتصادية والعدلية والأمن وأزمات الخبز والوقود وكل ذلك تسبب في الانسحابات المتتالية من مؤسسات قحت من قبل مكوناتها ، مما انعكس على حاضنة قحت التي حار دليلها الى أن جاءت الضربة القاضية بمجئ جحافل السلام الذين تحدثوا عن تصفير المشهد السياسي وجعل المعادلة صفرية وبذلك تبخرت أحلام قحت لتبدأ من الصفر وتلك سنة الله التي تجري في الدول الضحلة ، فأما الدولة العميقة وكما قال الله تعالى ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ).

هكذا جاءت وراثة السودان مجددا للاسلاميين دون أن يطلق الإسلاميون طلقة ، وهذا هو لسان حال القائد عقار وعرمان ومناوي ،عوضا عن القائد جبريل ، الذين رحبوا بالإسلاميين ، فهؤلاء هم الجزء المهم في الحاضنة السياسية القادمة ، يضاف اليهم مجموعة البرنامج الوطني ومجموعة الوفاق الوطني وبالطبع قاطرة الحراك السياسي المكون للحاضنة السياسية يقودها الاسلاميون بناشطيهم من الدعاة و الإعلاميين والسياسيين والمثقفين ووجهاء المجتمع ، فهذه هي الحاضنة السياسية الجديدة التي يجب أن تتعايش معها مجموعة قحت المندحرة .

 صحيح كان الجميع يتوقع أن تنحار قحت عبر مظاهرات عنيفة تقتلعها من جذورها أوبعملية إنقلاب فتسقط بدوي هائل ولكن عملية ثورة في داخل ثورة عملية صعبة والأصعب منها عملية انقلاب في داخل انقلاب ، لذلك أتى سقوط قحت بهذه الصورة الناعمة المهينة التي مرغت أنفها وأذلتها وسوف تبعدها تماما عن دائرة الفعل السياسي لعقود حتى يختفي هذا الجيل عن المشهد ويأتي جيل آخر لا يعلم شيئاً عن العلمانيين وسوءاتهم في الحكم وانحطاطهم في الممارسة السياسية وحقدهم على الإسلام والإسلاميين .

25/11/2020

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!