لهذا السبب اعتقل … ما حذر منه الجزولي ووقع !!

0 863

عندما طلب سيدنا خالد بن الوليد مددا للجيش لمواجهة الفرس أرسل له سيدنا أبوبكر القعقاع بن عمرو التميمي , فقال له خالد طلبت مددا فترسل لي رجلا !؟ فقال له أبوبكر ” لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل ” !

في كل مرة اتأمل فيها مجريات الأحداث في الساحة السودانية يتكشف لي حجم المؤامرة في إعتقال د.محمد علي الجزولي , فإعتقال الجزولي ليس إعتقالا لسياسي و رئيس حزب بل هو مؤامرة و جريمة بحق مشروع تبصير الشعب وحشده للدفاع عن هويته وسيادته قل أن تكون جريمة في حق شخصه و تغييب لصوت الوعي و الحق في الأمة.

و المتتبع لمواقف الجزولي و تصريحاته منذ بداية هذه الثورة سيتضح له جليا حجم هذه المؤامرة فالرجل لم يعتقل لأنه سارق أو قاتل , و لن يستطيعوا أن يجدوا تهمة ليلفقوها له ليشرعنوا بذلك إعتقاله, و لكنه اعتقل بسبب مواقفه الوطنية الواضحة و صوته الجهور بالحق , فأول ما قاله الجزولي و حذر منه بعد خروجه من معتقلات الإنقاذ هو الإختطاف الأيدولوجي للثورة , فقد حذر الجزولي المجلس العسكري من تسليم البلاد لفصيل سياسي بعينه دون الآخرو لقد كان يقرأ ببصيرة نافذة ما ستؤول إليه أحوال البلاد من الضيق و الضعف و الهوان و التشرزم .

و أذكر أنه عندما جاء حمدوك كتب الجزولي على حسابه في فيسبوك أن حمدوك هو وكيل للإستعمار الجديد و وفي أحدى لايفاته الشهيرة وصفه بالمشروع الثقافي و أستنكر تعيين الأمم المتحدة مساعدين له في قضايا الجندر وليس قضايا الإقتصاد , و ما فتيء الجزولي يحذر من العبث بوحدة البلاد و تقسيمها إلى مناطق خمس و من إستجلاب البعثات الأممية الإستعمارية و تفكيك الجيش السوداني و سلبه قوته الضاربة , و هو ما أدركه الناس أخيرا بعد صدور القانون الأمريكي للتحول الديمقراطي في السودان و الذي طالب فيه الأمريكان بتسليم شركات الجيش للمدنيين بدعوى الشفافية المالية .

كما لا يفوتني أن أذكر من مواقفه و مواقف حزبه مناهضة التحريفات القانونية التي قننت الدعارة و الخمور في السودان , فكان الجزولي أول من دعا لمقاومة هذه التحريفات بالدعوة للتظاهرات الرافضة لها و إقامة الوقفات الإحتجاجية أمام وزارة العدل .

و أخيرا لعلكم تابعتم على مواقع التواصل الإجتماعي الفيديو المتداول للفتاة التي تزوجت بدون إذن وليها على مذهب أبو حنيفة على حد زعمها , و الذي هو تمهيد للتحريفات الجديدة في قانون الأحوال الشخصية للمسلمين بالسودان , فهذا القانون الجديد يعمل عليه الآن حتى تتم إجازته بصورته النهائية ليصبح ساريا , و في هذا عبث بالغ الوضوح و جريمة كبرى تستهدف قيم و أخلاق الشعب السوداني المسلم , هذه الجريمة التي لم تجد أحدا ليناهضها و الجميع مغيب في سبات .

و الآن و بعد هذه الأحداث في الساحة السودانية ستعرف حجم النكسة التوعوية التي خلفها أعتقال الجزولي فلو كان هذا الرجل حرا طليق لما تسنى لهم إستكمال مشاريعهم الهدامة التي يعدون لها و لأقام الدنيا فوق رؤوسهم و لم يقعدها, و لأن صوته بالحق أشد رهبة في قلوبهم من وقع آلآف المدافع .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!