إسحق أحمد فضل الله يكتب : يوم في حياتي
حدقات نيوز
لا تكتب … لا تكتب … ألا تمل ؟ ألا تزهج ؟؟ ألا تيأس؟؟
و …..
( لقد غنيت … لقد أثنيت )
( لقد قاربت … لقد باعدت )
( لقد …. )
( لكن البحر الآسن عاف رياح المد )
…………
بالدارجة بالفصحى بالتاريخ بالدين بالحكاية بالمنطق بالردحي بالحي ووب بالحار بالبارد بكل شيء صرخنا بالناس … لكن ..
ثم سئمنا وفقدنا الأمل …
وشيء يحدث .
وعندنا وعند كثيرين شيء هو ..
أنك ودون سبب دون سبب دون سبب يخطر لك شخص قد فارقته أنت منذ عشرين سنة … وتجده أمامك
ولا هو يعرف كيف ولا أنت …
وتخطر بالذهن آية من القرآن . وبعد لحظة تمر بك عربة ومن مذياعها تسمع الأية هذه .. و ..
ولنا مع ذلك حكايات .
وأمس وقبلها و …. نسأم من الكتابة و ( نقنع ) من الناس … و … لمن نكتب ؟؟
ونشرع في تنظيم مكتبتنا لننقطع إليها
وكتاب ( المستقبل لهذا الدين ) يسقط من يدنا وينفتح على صفحة فيها كلمات الشهيد سيد قطب ( إن الإسلام هذا نبته قد يحرقها الظمأ حتى تجف تماماً ….. وقد يغرقها الري و يظن الرائي أنها ماتت , لكن عين الزارع الخبير تعلم أنها نبته خُلقت للبقاء والنماء لا للموت والفناء ).
وتركنا تنظيم المكتبة وجلسنا نكتب
× والزحام … الزحام .. زحام العالم المتدفق
…………
ومظاهرات أمس في أكثر من مدينة .. الناس أخرجها العجز عن شراء رغيفة .
الناس تظن أنه قاع الهاوية الهاوية التي صنعتها قحت
وأحدهم يقول لنا ….. لا لا فالناس يظنون أنه لا شيء أسوأ سوف يجدون قحت تقول لهم :
الناس القاعدين على الحديدة …..قوموا …. عايزين نشيل الحديدة ! ! !
…………
ونتَّجه للكتابة عن القمة الخليجية التي تُعقد الثلاثاء وتجد الزحام الزحام .. زحام الأسماء والعباءات … سلمان البحرين … سلمان … السعودية … فهد … عمان … تميم …قطر والشمس والقمر والنجوم والدواب و سألوا عن مصر .. و مصر. وزنها هناك وسألوا عن وعن
لكن عيشة فوق سوق الغزل لم يسأل عنها أحد .
والصورة تكتمل حين تجد أن أحد أهم موضوعات القمة هو محاربة الإرهاب .. والقمة هذه لو كانت زمان الوطني والبشير لقلنا إن السودان تغمض العيون عنه لأنه متهم بجريمة الإسلامية , لكن السودان تغمض عنه العيون اليوم وهو في زمان الكفر الأعظم, مما يعني عند القوم أن العيب ( زاتي) لا مهرب منه
…….
ونتَّجه للكتابة عن ليلة إبعاد البشير التي تصبح هي ليلة الخداع الأعظم .
خمسة أو ستة أو عشرة من الكبار كل منهم يخدع الآخرين .
وفي القيادة كان الإجتماع يزدحم فيه إبن عوف وقوش وزين العابدين والبشير والبرهان ودمبلاب و … و ..
والبشير يغادر الإجتماع … وإقتراح بإستلام السلطة
وقوش أرسلوه لإخطار البشير وإقتراح الإنقلاب يعني أن عدم تنفيذه يعني … الدروة.
وإرسال قوش للبشير يجعل البعض يخشى أن ( يضحي ) بهم قوش
والتفاصيل لا يمكن سردها لكن إقتراحاً آخر بـ( الرئيس … من يكون ) يفجر جرياً آخر.. و
ولواء مع صديق كان يجلس في الحوش وقوش يمر بهم ويسأل اللواء عن رأيه فيما يجري وهذا يقول :
السؤال الحقيقي هو … من باع ولمن وبكم ؟
وقوش يضرب حذاءه بالعصاء ويذهب
ومسلسل الخداع ينطلق.
…………….
نهم أن نكتب عن هذا بحثاً عن السبب الذي يجعل السوداني يمشي على أربع منذ ستين سنة .
لكن مشهد الزحام الخليجي يأخذنا .
وعلى الشاشة زحام العرب ….. طائرات تنقل و عربات وعباءات من أفخم مما خطر على قلب مصنع .
وحديث مخلص حار عن الإصلاح والتحرر .
ونستعيز حديثاً كتبناه من زمان صحيفة (الوان ) بعنوان ( يوم في حياة عربي مستقل جداً ) , وفي الحديث الذي نرسم به كل مواطن عربي نقول :
( العربي المستقل جداَ يستيقظ من نومه .. يوقظه رنين المنبه المصنوع في الصين , ويقفز من فراشه المصنوع في إيطاليا , ويدخل حمامه المصنوع في ألمانيا , ويرتدي ملابسه المصنوعة في اليابان , ويتناول الشاي المستود من الهند مع الرغيف المستورد دقيقه من أستراليا , ويهبط عربته المصنوعه في هاشمير , ويتصل بإبنه الذي يدرس في لندن بالهاتف الجيد المصنوع في أمريكا , وٳبنه يُبشره بأنه يُرسل إليه نسخة فاخرة من المصحف المطبوع في ألمانيا …. ) .
…..
ننظر إلى الرؤساء العرب اليوم .. الخيال يسألنا ليقول :
ترى لو أن صانع العربات أخذ عرباته وصاحب الطائرات أخذ طائراته … و … و … وصانع العباءات أخط عباءته واليابان أخذت الملابس الداخلية التي أستوردت منها ..
ولك أن تتخيل الروساء المزدحمين في المطار وهم ( حرفياً ) كل منهم يقف ( إيد ورا وإيد قدام )
نجزم بأننا لا نسخر من أحد بل نشير إلى ضرورة التحديق في (حالنا) قبل أن نتعهَّد بكذا وكذا من الإمجاد .
رحم الله سيد قطب
لكن الزرعة هذه / الإسلام / هي زرعة غُرست للبقاء .
وأنه لا بديل لها مهما فعلنا .
سعادة اللواء الذي كان يجلس في الحوش ساعات الإجتماع الشهير .
صديقك الذي كان يجلس معك … هو من يسوق إلينا ..حكاية
الإجتماع ..