إسحق أحمد فضل الله يكتب : فتيلة اللغم إنقطعت

0 540

حدقات نيوز

واللعبة كانت هي ..
قحت كانت تريد النجاة من مصيرها بجرجرة الناس للعنف
واللعبة التي لا تريد العنف تجعل قحت تسقط بأسلوب الصين .. وفي الصين القديمة من يريدون تحطيم إرادته يجعلون رأسه في حلقة حديدية بحيث لا يستطيع تحريك رأسه ثم برميل ماء مرفوع فوق الرأس الحليق
والبرميل من ثقب فيه يلقي بنقطة ماء فوق الرأس والنقاط الأولى لها وقع نقاط الماء
بعد ساعة النقاط يصبح لها وقع احجار الثلج
بعد ساعة يصبح لها وقع الصخور
…. أو وقع المرزبة
المظاهرات ضد قحت وعلى امتداد العام كانت صغيرة لها وزن نقاط الماء
ثم وزن … ثم ….
والآن المظاهرات /تماما كما خطط لها / يصبح لها وزن المرزبة
…….
والمظاهرات والأجواء حولها … أجواء الجوع والخوف … تصنع الخطوة التالية المحسوبة
والشعور بأن قحت إنتهت يجعل جهات كثيرة تطلق الإعداد للوراثة
والشفيع خضر وصديق يوسف / وكلاهما من أبرز قادة الشيوعي وكلاهما في القاهرة منذ زمان / صديق والشفيع هما آخر من يقيم حزبا جديدا
(والاسبوع الماضي نقص مشهد الخطيب الذي يزجر من يعترض على شيء أثناء الاجتماع ليقول في عنف … أنا ثوري ….. وليونة أولاد أمدرمان دي ما عايزنها هنا )
والخطيب لم يكن يعلم أنه يهدي صفوة الشيوعيين بهذا إلى الحزب الجديد … فالحزب الجديد من ينطلق فيه الآن هم أولاد أمدرمان..
و جهات أخرى تنطلق لتكوين حزبها حتى ترث قحت التى تحتضر
ومنها حزب الأمة
…….
وإشارة لها معنى تنطلق أمس الأول
فالجهات كلها ومع كل تحرك للناس ظلت تصدر البيانات
عدا الإسلاميين
ولأول مرة ( كرتي ) يطلق بيانا أمس مما يعني أن الإسلاميين الذين يجيدون الحساب يعرفون أن الخطوة / خطوة ما بعد قحت قد / وصلت
وبيان عن الإنهيار القحتي يصدر من جهة ما كانت تظن أنها تنزلق في البحر ذاته … البحر الذي يطيح بقحت
فالخبر أمس الأول الذي تصنعه جهات قحت تقول إن حمدوك يجتمع بالبشير
ثم خبر عن لقاء حمدوك بالإقتصاديين …. والرجل في اللقاء يطلب منهم التبشير بالإنفراج .. للتخفيف من خطر الانفجار …
وهؤلاء سألوه : نقول شنو …. والدولار يفضح كل كذبة
ومن يقرأون ما يتكون الآن حين يصلون إلى الجيش يقولون إن
الجيش يعرف أن الجبهة الداخلية هي (عضم الضهر ) لكل جيش يواجه عدوا و ظروفا مثل التي يواجهها الجيش السوداني الآن
قالوا : و الجيش بطبيعته ينتظر التفويض الشعبي
قالوا : والتفويض الشعبي يغطي الآن السودان كله
قال آخر :
الجيش لا نعرف ما عنده لكن ما تراه العيون الآن يذكر كل أحد بحكاية نوع من الألغام في الأربعينات
اللغم هناك من صفاته أنه حين يطأ عليه الجندي فإن وزن الجسم يجعل (التيلة) في اللغم تنقطع.. واللغم ينفجر حين يرفع الجندي قدمه
قال : لكن … إن إنتبه الجندي وظل واقفا بقدمه فوق اللغم فإن اللغم يظل ينتظر
قال : وقحت الآن تجد أن سياساتها قد قطعت التيلة وتجد أنها إن تقدمت ماتت و إن تأخرت ماتت
قال : وتكثيف القوات التي تواجه المظاهرات التكثيف الذي يزداد ويزداد يعني أن المظاهرات نجحت تماما في توريط
وقحت الآن إن توقفت هلكت وإن تقدمت هلكت وإن تأخرت هلكت
مطلوب … أجنحة ..
كل الجهات كانت فصيحة لكن أفصحها كان هو المشهد الغريب للمظاهرة
فالمظاهرة في السودان كله جملتها كانت هي
الجيش .. الجيش
وفي المدن كلها يحرقون صورة حمدوك
وفي الخرطوم البيوت تقف نساؤها على أبواب البيوت بأكياس البليلة
والماء
والمظاهرات تحرص إلى درجة الصراخ ألا (يهبش ) أحدا شيئا
والشرطة تظل على ظهر العربات ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!