سهير عبدالرحيم تكتب: دفن الليل في معرض الخرطوم

0 387

قبل نحو أربعة أيام قررت الذهاب في جولة مسائية لمعرض الخرطوم الدولي ، الزيارة كانت بغرض مشاهدة المعرض في ظل الحكومة الإنتقالية ورفع العقوبات الأمريكية والإنفتاح على العالم الخارجي والخروج من العزلة المحلية إلى المجتمع الدولي .
لم أجد كبير معاناة في الوصول إلى قلب المعرض في دقائق معدودة وهذا لايعود إلى الإحترازات الصحية لمجابهة كورونا أو التذكرة العالية للدخول أو حتى بسبب إلغاء الحفلات الجماهيرية ، ولكني أعتقد أنه يعود إلى سببين .
الأول حالة الإحباط العام وسط المواطنين والتي أدت إلى عزوفهم عن التسوق و التبضع وحتى التجول ، والآخركثرة التروس المزعجة على إمتداد الشارع أمام المعرض ، وهذه الاخيرة أي التروس أعتقد أن بعض شباب بري جانبهم الصواب في تتريس الشوارع أمام المعرض مما أرسل رسائل سالبة للدول

المشاركة على قلتها .
كان ينبغي على أولئك الشباب أن يحتفوا بالشركات والدول المشاركة بأن يسجلوا حضوراً مشرفاً في المعرض يعكس ثقافتهم وطموحهم و أفكارهم و حبهم لوطنهم و يخلدوا صورة ذهنية إيجابية لدى أولئك الضيوف .
أقول أن كل ماسبق جعل المعرض في هذا العام باهتاً ضعيفاً لا يرقى لمستوى المعرض في دوراته السابقة ، أضف إلى ذلك ماقامت به لجنة إزالة التمكين قبل إنطلاق التحضيرات باسبوع من مجزرة للكثير من الكفاءات والتي كان يقام المعرض على أكتافهم و ينجح بخبراتهم و مثابرتهم .
الملفت للنظر في المعرض تلك اللوائح التي كانت تفرض على ممثلي الشركات الوطنية وتحد من تحركاتهم في الصالات الدولية في الوقت الذي كان يسمح فيه للشركات الدولية المشاركة بالتجول في صالات الشركات الوطنية و معاينة منتجاتها و معرفة تفاصيل مشاريعهم .
إحدى الشركات الروسية المشاركة في المعرض فاجأت وزير البنى التحتية بعقد جاهز للتوقيع أثناء جولته في المعرض ، العقد كان يشتمل على عدد من مشاريع البنى التحتية من طرق معبدة و كباري و شبكة من الإنشاءات الحديثة في مجال البنية التحتية . الوزير رفض التوقيع على العقد بأعتبار أنه جاء إلى

المعرض زائراً وأن توقيع العقود مكانه الوزارة بعد مراجعة العقد و فحصه و مناقشته ، وأعتبر أن وضعه أمام الأمر الواقع بأن يزور الجناح و يوقع على العقد فوراً أمر غير سليم . الموقف أعلاه يفسر (السبهلليية) التي تدار بها دولتنا للدرجة التي تجعل الشركات الأجنبية تمارس شيئاً من (الحقارة) تجاه

المسؤولين السودانيين ، وإلا ماهو السبب الذي يجعل شركة روسية تجهز عقداً للتوقيع بأسلوب ( دفن الليل أب كراعاً برا ) لمجرد أن الوزير المختص يزور المعرض .
نقول لوزير التخطيط والبنى التحتية (برافو) هذا الموقف الشجاع ، نتمنى أن يكون الرفض للمزيد من الدراسة والتقصي و فحص البيانات و حفظ هيبة الوزارة والدولة.
خارج السور :
كم سمسار يقف خلف تلك الشركة الروسية أو غيرها من الشركات ويجهز الأقلام للتوقيع دون أن تمحص تلك العقود.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!