إسحق احمد فضل الله : ماركس و العقال يبيعون لحمنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هاك يا برليني …
و أنت من تحت أغطية بعضها فوق بعض تسأل عن حال السودان .
و عن التفتيت .
و لعله يدهشك أن الشرح يأتي بالفارابي ..
الشرح … شرح صلة الأحداث المتنافرة … و التي هي متناسقة جداً في الحقيقة … هو ما يأتي بالفارابي
قالوا : الفيلسوف هذا و الذي هو موسيقار مذهل … جلس وسط الناس و ضرب على العود فطرب كل أحد ..
و الفارابي فكك العود و أعاد تركيبه بصورة أخرى و ضرب عليه فأنفجر كل أحد يضحك بعنف .
و الفارابي فكك العود وأعاد تركيبة بصورة ثالثة و ضرب عليه فأنفجر كل أحد يبكي بعنف .
و الفارابي فكك العود وأعاد تركيبه بصورة رابعة وضرب عليه .. فنام جميع من في المجلس .
الأحداث الآن فكها وتركيبها من جانب كل أحد هو شيء يشبه فك و تركيب عود الفارابي .
يعني أن الأحداث المختلفة جداً ترسلها الجهات المختلفة إلينا , جهة تريد أن ننام وجهة تريد أن نبكي ..
لكن الجهة الأعظم الآن هي جهة تريد أن يحمل كل السودان السلاح و يقتل … لأنه إن لم يقتُل قُتِل
الأمر محسوب …. محسوب
و هاك …
……….
الأسبوع هذا النغمة التي تسود هي الجملة التي تتحدَّث عن
( تسليم البشير و آخرين للجنائية ) .
×× و الحدث يبدو و كأنه لا جديد فيه .
لكن الشعور المخادع هذا عندك هو نوع من التفكيك للحدث للضرب عليه لصناعة شعور مخادع عندك .
فالحدث هذا .. يحتاج إلى المخادعة هذه .. لأنه حدث مخيف مُدمِّر يجرجر وراءه نسخة كاملة من الحرب الأهلية .
الحرب المحسوبة المقصودة … مقصودة منذ أن جاءت قحت .
حرب تُصنع بأسلوب. الحكاية في البطانة في الأربعينيات .
ففي الأربعينيات أحدهم في الصحراء يُفاجأ بمن يقطعون عليه الطريق للسلب .
و الرجل يُحدِّث و يُسايس و يُلاين و يحاول كل شيء حتى يمضي الأمر بسلام .
و دون فائدة … فقُطَّاع الطرق يُصرون على لغة السيف
عندها الفتى يعدل سيفه ثم يقول لقطَّاع الطريق :
أها يا عرب … ما دام أبيتوا يبقى …. أكان أنا وقعت تحتكم الله لا يرحمكم إن رحمتوني … و أكان إنتوا وقعتوا تحتي … الله لا يرحمني أكان رحمتكم .
و الصورة هذه هي صورة قحت و الناس .
و قحت تفعل بالناس الأفاعيل … و الناس لا يتركون وسيلة تمنع الإنفجار إلا ذهبوا إليها … و قحت تظل تقطع الطريق و تمنع الإفلات
و كأنها تُجرجر الناس للحل الأخير .
و الحدث و الحديث الأخير ( حديث تسليم البشير إلي الجنائية ) شيء لا تفسير له إلا هذا .
……….
( الحديث الحديث هذا الآن .. و في أيام الحرب الحدودية …. وأيام إطلاق الإتحاد الأفريقي خريطة تُعطي حلايب لمصر … و أيام فولكر مُقدِّمة القوات الأممية .. وأيام قدوم اللباد … الشيوعي الموريتاني الذي لم يلق إلا السودان ليتبوَّل فوق رأسه … حيث يبلغ الهوان بنا أن شيوعياً من موريتانيا يُريد أن يُدير السودان
في أيام مثل هذه يلتفت بعضهم للحديث عن تسليم البشير للجنائية
مما يعني شيئاً واحداً …
يعني أن من يقود قحت ليس هو قحت .
و أن من يقود قحت هو جهة تعرف أن الخطوة هذه سوف تقود ( بأسلوب صاحب البطانة) إلى جملة : الله لا يرحم من يرحم الآخر .
بين قحت و الإسلاميين
و الجهة التي تقود قحت و تقود السودان إلى لغة السلاح تعرف هذا و تريد هذا
و تعرف أن الجيش يرفض هذا
و .. و ..
حدث لا داعي له الآن على الإطلاق .
و لا مناسبة تأتي به على الإطلاق .
ثم هو يمكن أن يُدمِّر كل شيء على الإطلاق بما فيه قحت ذاتها .
حدث مواصفاته هي هذه ما الذي يجعل قحت تندفع الآن إليه إن كانت قحت هي ( ولي أمر ) قحت .
الأمر كله هو أن جهة تكره الإسلام و السودان و تبذل كل شيء لصناعة الموت فيه بعد أن صنعت الجوع .. هي من يطلق الآن مشروع تسليم البشير .
وليس لأنها تريد تسليم البشير
بل … لأنها تريد ما يصنعه التسليم هذا