يوسف السندي يكتب سياسة التعويم تفجر الثورة من جديد
، بعد أن فجر ثلاث ثورات عظيمة أطاح باثنين منها الانقلابيون في ١٩٦٩ و١٩٨٩، وعي الشعب السوداني الدرس ولن يسمح مجددا لاي شمولي او دكتاتور بان ينقلب على ثورة ديسمبر، لن تتكرر هذه الماساة مجددا مع حكومة ثورة ديسمبر، هذا الأمر وضح بصورة متكررة في التصميم العظيم لشعب السودان الذي يظهر مع كل ملمة، ويفور كالتنور في وجه الهزائم والعقبات، ليؤكد ان هناك حرص شديد من الثوار على حماية الثورة والعبور بها رغم كل التعقيدات والاحباطات، فمتى كانت الدنيا سهلة ومتى كان النجاح يسيرا ومتى كان الشهد موفورا بلا لسعات نحل؟!
الشعب السوداني قرأ جيدا دروس الثورات الماضية وعلم ان مشاكسة الحكم الديمقراطي او مناهضته او تعريته لا يخدم سوى الشموليين الذين يتحينون الفرص للانقضاض على حلم التغيير الذي انتظره السودانيون منذ الاستقلال، لذلك تبدو محاولات الدولة العميقة في دفع السودانيين إلى مهاجمة حكومتهم الراهنة مجرد محاولات يائسة بائسة يمثلها تماما النشاط الاسفيري البائس لملاسي والفتاوي المضحكة لعبدالحي يوسف والدعوات المفخخة للطبيب مصطفى ومن لف لفه من سدنة الإنقاذ وابواقها التي مازالت تتمتع في زمان الحريات بالكتابة في العلن، لقد أغلق الشعب السوداني صفحة الكيزان البائسة، ودع زمان الظلم والظلام، ولم تعد في قلبه لهم موضع حبة من خردل، لقد طردهم بلا رحمة وأغلق الباب في وجههم إلى الأبد.
يعلم الشعب السوداني ان الشموليين قد يغيرون جلودهم ويأتون بأثواب جديدة، قد يلبسون لباس الثورة و يرفعون شعاراتها، ولكن الشعب واع وصاحي، لن يلدغ من ذات الجحر مرة اخرى، لقد علمته الدروس التاريخية الكثير وأصبح استاذا في العلوم السياسية ومعلما في مواجهة الماكرين، لذلك ستظل الشوارع حية، والقلوب مليئة بالوطن والثورة، ومهما اختلف الثوار معها ستظل حكومة الثورة ارحم لهم وبهم من كل جبار وسفاح ودكتاتور، لذلك سيحمونها وان اختلفوا معها، سيدافعون عنها وان خاب أملهم فيها قليلا، فهذه الحكومة بكل اختلافنا معها، بكل خيبة أملنا فيها، هي حكومة الثورة المضمخة بدماء الشهداء وعرق المواكب، وهذا بالضبط ما يصوره الشعب هذه الأيام تجاه سياسة التحرير.