بكري المدني يكتب: فشل فولكر -العودة للقيادة العامة
بعد ان وضحت معالم فشل حوار البعثة الثلاثية برئاسة المبعوث الأممي للبلاد السيد بيرتس فولكر والتى تمثلت في عزل البعثة للعديد من الأحزاب السياسية (قوى اليمين )ورفض عدد من (قوى اليسار)للحوار وكل ذلك بسبب تجاوز البعثة الثلاثية لمهامها التى كان يجب ان تتلخص في تسهيل الحوار بين السودانيين ولكنها تمددت لإدارة الحوار نفسه وتحديد من يشارك فيه بل وتحديد أجندته !
بعد فشل فولكر يطرح السؤال الصعب -ثم ماذا بعد ؟! ما مصير المرحلة الانتقالية الجارية بل ما مصير البلاد كلها وقد فشلت مهمة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومجموعة (ايغاد)في السودان ؟!
ان الخيارات الباقية تتمثل في (أولا ) استمرار الثورة على قاعدة تصحيح المسار او اكمال دورة التغيير تحت الشعار المرفوع -الثورة مستمرة (ثانيا )اتجاه القوى الأكبر خارج حوار فولكر لعقد حوار سوداني -سوداني ينتج عنه توافقا سياسيا (ثالثا)إعلان الحكومة القائمة انتخابات مبكرة بمن حضر (رابعا)حدوث تغيير عسكري يخلط الأوراق كلها ومحاولة ترتيبها من جديد
أمام اي خيار من الخيارات أعلاه عدد من الصعوبات والتحديات المؤثرة على نتائجه الآنية والنهائية فخبار استمرار الثورة يعنى استمرار نزيف الدم وعدم الاستقرار في الراهن مع صعوبة التكهن بالمستقبل حال نجاح الثورة المستمرة في الإطاحة بجميع من هم في المشهد اليوم أما الخيار الثاني وهو اتجاه القوى السياسية خارج حوار فولكر فهو وان بدأ الخيار الأفضل إلا ان صعوبة قيامه تكمن في طبيعة هذى القوى المختلفة اصلا ما بين اليمين واليسار وخيار الانتخابات المبكرة والذي وإن كانت له أيضا أفضلية نسبية إلا ان صعوبته تكمن في كون النتائج المعلومة لها بالنسبة للقوى الأوفر حظا من قوى اليمين والقوى التقليدية ستدفع بقوى اليسار مدفوعة بدول الجوار الإقليمي إضافة لدول العالم الغربي الى رفض الانتخابات المبكرة ومقاومتها قبل ان تقوم ومعارضة نتائجها بشراسة والرابع والأخير هو خيار التغيير العسكري وان كان هذا الخيار هو السيناريو الأقرب ولكنه الأكثر فداحة لأنه لن يكون مثل أي تغيير عسكري سابق فلقد تكون قيادته مضطرة لخوض مواجهات تفرض عليها مع قوى عسكرية أخرى إذ لم يعد الجيش هو اللاعب الأوحد في الميدان
لم أغفل طبعا خيار فولكر والذي سيكون في خواتيم حواره توصية بتشكيل حكومة من قوى محددة يكون لها أهداف معينة مع وعود إقليمية ودولية بالدعم حال قيامها ولكن أمام هذا الخيار صعوبة رفضه من الحاكمين اليوم ومن الرافضين لحوار فولكر معا وهو الشيء الذي يعنى عدم تحقيق توصياته وان تمت بإتفاق سياسي مع البعض فإن خيارات.. استمرار الثورة والتغيير العسكري تدل قائمة وراجحة وكلها تعني العودة للقيادة العامة!.
مقال للكاتب الصحفي بكري المدني.