حدقات تنشر النص الكامل لخطاب البرهان في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأمم المتحدة للبلدان الأقل نموا
– السيد أنطونيو غوتيرش ـ الأميــن العام للأمــــم المتحــدة- سمو الأمير تميم بن حمــد آل ثانـــــــــي أميــــر دولـــة قطــر- أصحاب الجلالة والفخامة والسمو / الملوك والرؤساء والأمراء – أصحــــاب المعالـــي ورؤسـاء الوفــود – السيــــــدات والســادةالســلام عليكـــم ورحمــــة الله وبركاتــهيطيب لي أن أخطابكم بإسم حكومة وشعب السودان، وأُعبر عن أسمى آيات الشكر والعرفان، لشعب وحكومة دولة قطر الشقيقة، على إستضافتهم الحفية لمؤتمر الأمم المتحدة الخامس للبلدان الأقل نمواً وجهدهم الكبير في إنجاح هذا المؤتمر، ونحن نقترب من العام 2030م حيث يصبح تقييم تنفيذ أهداف التنمية المُستدامة أمراً ضرورياً، ليس فقط لتعديد النجاحات ولكن أيضاً لمواجهة أي تحديات مستقبلية تحّول بيننا وبيـــن تحقيـــــق تطلعــــات شعوبنـــــا.السيد الرئيس ، الحضور الكريميجدد السودان إلتزامه بتحقيق أهداف التنمية، ويعلق أهمية كبيرة على تنفيذها. وتأسيساً على ذلك، بذلت الحكومة الإنتقالية في السودان جهوداً كبيرة لتحقيق هذه الأهداف، ففي العام 2019م، وضعت الحكومة الإنتقالية في السودان ميزانية وطنية قائمة على أهداف التنمية المُستدامة لأول مرة في تاريخ السودان، وخصصت الدولة موارد لقطاعي التعليم والصحة أكثر مما خصصت لقطاعي الأمن والدفاع، غير أن الموارد الداخلية وحدها لم تكن كافية لدعم التحقيق الكامل لأهداف التنمية المُستدامة، ، ولم يكن إجتذاب الموارد من المجتمع الدولي خياراً مُتاحاً للحكومة الإنتقالية بسبب مُشكلة الديون، وبذلَ السودان جهوداً كبيرة للحوار مع السلطات الأمريكية لإزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب بإعتبارها الخطوة الأولى نحو الإستفادة من مبادرة البلدان الفقيرة المُثقلة بالديون، وسيستمر الحوار لأجل إزالة العقبات الأُخرى المُتصلة بالقرارات الأمميـــة الجائــــرة علــــى بلادنا خاصــــــة القراريـــــــــــن (1591) و (1593) .السيد الرئيس ، الحضور الكريم:لتحقيق المرونة والنمو الشامل، أعدت الحكومة الإنتقالية إطاراً للتنمية الإجتماعية والإقتصادية، وأعدت رؤية للحد من الفقر (تغطي الفترة من 2021 ـ 2023م) تقـــــــوم علــــــى خمـــــس ركائـــز تتســــق مــــع الإصلاحــــــات الإقتصادية الجارية، وتبني أساساً إقتصادياً لمسار النمو المتنوع والشامل وتشمل تلك الرؤية الركائز التالية : (1) إستقرار الإقتصاد الكلي والجزئي (2) النمو الإقتصادي الشامل (3) رأس المال البشري والتنمية الإجتماعية (4) السلام وتكافؤ الفرص لجميع السودانيين (5) الحوكمة والقدرة المؤسسية . هذه الركائز الخمس تمثل الأُسس التي وضعها السودان لتحقيـــق أهـــداف التنميـــة المُستدامـــة، وإعتمــــدها ضمــــن أولويـــات الدولـــــة.السيد الرئيس ، الحضور الكريم:أسمحو لي، أن أسجل تقديرنا الصادق للمجتمع الدولي على الجهود المُقدرة في دعم تنفيذ الإصلاحات السياسية والإجتماعية والإقتصادية الجارية في السودان، والتي تضمنت رفع الدعم عن بعض السلع ، وإعداد قانون جديد للبنك المركزي ، وإستكمال المرحلة الأولى من مراجعات جودة الأصول للبنوك السودانية، وإقرار تشريع للسماح للبنوك التقليدية بالعمل جنباً الى جنب مع البنوك الإسلامية، وإقرار قانون مكافحة الفساد وإعادة هيكلة الميزانية لتركيز الإنفاق على الصحة والتعليم والإستثمار وتعزيز الشفافية والحوكمة في مؤسسات الدولة، ونقل الرقابة المالية الى وزارة المالية وتحسين مناخ الإستثمار من خلال إعتماد قانون الإستثمار الجديد، وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص ، وتحرير سعر الصرف، هذه الإصلاحات ستساعد في إطلاق إمكانات الموارد البشرية والرأسماليـــــة للبــــــلاد لتحقيــــــــــق الســـــــــــلام والإزدهــار المُستــدام .كما يُرحب السودان بكافة الشركات للإستثمار في مُختلف المجالات خاصة بعد تحسين بيئة الإستثمار بالبلاد والدعم الذي قدمه المانحون الدوليون للسودان، كما أن رفع العقوبات عن السودان أتاح فرصاً واسعة للشركات العالمية للتنافس الإستثماري مما يساعد في تنفيذ أهداف التنمية المُستدامـة.السيد الرئيس ، الحضور الكريملقد إطلعتم على التقارير المنشورة التي تحدثت عن شبح المجاعة في عديد من الدول حول العالم ويدعو السودان من هـــــذا المنبــــر، الأمــــم المتحــــــدة ووكالاتها المُتخصصــــة، والــــدول الصديقــــة والشقيقة للمساهمة في دعم جهوده الجارية لتحقيق مطلوبات الأمن الغذائي، عبر نقل التكنلوجيا الزراعية، وبناء القُدرات، ودعم مراكز البحوث الزراعية، ونقل الخبرات الفنية حتى يضطلع بدوره في تحقيق هدف إستدامة النُظم الغذائية بإعتبارها من أولويات الهدف الثاني من أهداف التنمية المُستدامة وهو القضاء على الجوع، في ظل الفجوة الكبيرة التي يشهدهــا العالــم فــــــــــــي إنتــاج الحبــوب والمحاصيــل .السيد الرئيس ، الحضور الكريم:يُصنف السودان من الدول الأقل نمواً والأكثر هشاشةً للتغيرات المناخية مما يجعله عُرضة للتحديات البيئية وما يترتب عليه من موجات النزوج واللجوء للمواطنين، وإعاقــــة الجهـــود الحكوميــــة لتحقيــــق أهــداف التنميـــة المُستدامة في هذه الجزئية، ولعلكم تعلمون أن قضية النازحين واللاجئين ذات تأثير مباشر على الأمن الوطني ، والإقتصاد، والبنى التحتية، والقطاع الخدمي بالبلاد. فالسودان بحُكم موقعه الجغرافي بالإضافة لعوامل أخرى ظَلَ يُشكِل ملاذاً لأعداد كبيرة من اللاجئين من دول الجوار الأمر الذي يستدعي من المجتمع الدولي المساهمة الفاعلة في تنمية هذه المجتمعات فــــــي إطــــــار المسئوليــــــــة الدوليــــــــة والشراكـــــة فــــــــــي تحمــــــــــــــُل الأعبــــــــــــــاء.السيد الرئيس ، الحضور الكريم:في الختام، أرجو أن يكون هذا الخطاب قد رسم صورة واضحة لطبيعة التحديات التي تواجه السودان في تنفيذ أجندته التنموية وهذا يتطلب عملاً جماعياً تتضافر فيه جهود الحكومة وجميع الشركاء لضمان إستمرارنا في المسار الصحيح. ويواصل السودان في إشراك الشركاء الدوليين والإقليميين في سعيه لإيجاد حلول دائمة لهذه التحديات وإبتكار الحلول المُستدامة التي تُعزز قدرات البلاد وتُمكنها من النهوض بواجباتها على الوجه الأكمل إستشراقاً لواقع أفضل تتجاوز به تعقيدات الفترة الإنتقالية الى الإنتقال السياســــي المنشـــــــود والذي نأمل من خلال التفاوض الحالي للقوى السياسية في التوصل إلى توافق يفضي في النهاية إلى تشكيل حكومة مدنية تُكمل الفترة الإنتقالية وتوصل البلاد إلى إنتخابات في نهايتها ودعمنا في سبيل ذلك المساعي الوطنية والإقليمية والدولية وتوصلنا إلى إتفاق إطارئ نأمــــــل أن يقـــــــود البـــــلاد إلـــــى بــــــــر الآمــــــــــان وتحقيــــــــق مطلوبـات الأمــن والإستقـرار والتنميــة.،،وشكــــــراً سيــــدي الرئيـــــــــس ،،،، والســـلام عليكــم ورحــــة الله،،