مايدعو للأسف والحيرة أن وسائل إعلام سودانية جاهرت بعدم دقتها وبجهلها حيال المنطقة الحدودية التي تعرضت للعدوان الغاشم من قبل الجيش الأثيوبي في منطقة (بركة نورين)الواقعة في محلية القريشة شمال شرق القضارف مساحتها ٣٢٠٠٠كيلو متر تحدها جنوبا القلابات الغربية وشرقا الفشقة وأثيوبياوغربا القلابات الغربية !
بعض وسائل الإعلام المحلية كانت تردد أن الاشتباكات حدثت في الفشقة والبعض الآخر نسبها الي القلابات (فكله عند العرب صابون)كما يقول المثل إلا أنه موشر خطير في قضية تمس السيادة الوطنية والأمن القومي .
وفي الأساس يعبر هذا الجهل عن تجاهل وعدم إهتمام بالأراضي المحتلة من قبل الاثيوبيين في الشريط الحدودي مماأغري الطرف المعتدي بتكرار الاعتداءات طيلة مايزيد عن الثلاثين عاما،لترتفع المساحة الي مليون فدان الفدان الواحد ينتج عشرة جولات في أسوأ الأحوال ..!
اتسعت الأطماع الإثيوبية في اراضي القضارف الزراعية حين صار الريف طاردا ولاتتوفر فيه أبسط مقومات الحياة من بنية تحتيةوخدمات ومراكز لتنمية الريف تجعله مأهولا بالسكان،وحين تفرغ بعض
المزارعين للسياسة وقاموا بتأجير مشاريعهم الزراعية للاثيوبيين بطرق ملتوية رغم إصدار حكومة القضارف قبل عامين قرار بمنع تأجير المشاريع الزراعية!
*اتسعت الأطماع الإثيوبية حين فقدنا الخبراء والقادة الحقيقين يوم سقوط طائرة الشهداءميرغني صالح وصلاح الخبير ومجدي حسن النور في ديسمبر قبل عامين.. فقدنا المامهم ببواطن الأمور والأسرار والوثائق المهمة والمعايشة الطويلة للمسلسل الأثيوبي(أطماع توسعية )بحلقاته المملة لثلاث عقود.
وهنا لابد ان أشير الي ان الراحل ميرغني صالح كانت له رؤية إستراتيجية للحل الجزري تتمثل في رعاية الجمعيات التعاونية لتنمية الشريط الحدودي وإعادة توزيع الأراضي وفك احتكارها من فئة صغيرة إلي جماهير الشعب السوداني إلا أن الأقدار لم تسعفه رحمة الله عليه ورضوانه..!
*اتسعت الأطماع حينما صار الشريط الحدودي أشباح قري اهلها خارج دائرة الإهتمام الحكومي ينزحون مشيا علي الأقدام ولايجدون من يحميهم مع تكرار الإعتداء في كل خريف لإجبارهم علي الإيجار مع غياب الأجهزة النظامية والتسليح الكبير في الجانب الآخر مسنود بمليشيات التقراي وهي ذات الأطماع الإثيوبية تجاه الاوغادين في الصومال وبادمي في أريتريا،صراع الأرض والمواني والموارد وامجاد الإمبراطورية التوسعية منذ عهد منيلك ومنغستو وهيلا سيلاسي!
*اتسعت الأطماع يوم رفضت عمليا أثيوبيا تنفيذ إتفاق القوات المشتركة لتأمين الحدود وازالت العلامات الحدودية
وزعمت بأنها في حل عن الحدود التي وضعها (المستر قوين) ودارت ساقية اجتماعات اللجان الحدودية المشتركة في بحر دار وقندر مواسم لترفيه المسؤولين السودانيين وحاشيتهم ..!
اتسعت الأطماع حين مارست الحكومة التسويف والتخدير في قضية أراضي الزراعة المطرية بالقضارف في الفشقة والقلابات،وتربع خطاب التضليل بأنها قضية صغيرة وسحابة صيف عابرة وما الي ذلك من المبادرة الإثيوبية التي صورها البعض وكأنها هي التي ظللت الغمام وانزلت المن والسلوي بين الحرية والتغيير والمكون العسكري وفي مقابل ذلك نصمت عن الاستفزازات..!
قلم أخير:
من واقع متابعتي اللصيقة فإن حكومة القضارف دون مستوي التعامل مع هذه الأزمات والمركز نفسه مشغول بتداعيات كرورونا والأزمة المعيشية والأوضاع السياسية،ولايستطيع الوالي المكلف اللواء نصرالدين عبدالقيوم أن يفعل شي لوحده يحتاج لفريق عمل سياسي وإسناد إعلامي وهي مسؤلية قحت في الإسراع بتوقيع السلام مع الجبهة الثورية لتشكيل حكومات الولايات.
لنا عودة