ذكرى تمحو معالم أخرى .. ثورة ١٩ ديسمبر وذكرى إعلان الاستقلال من البرلمان.. مخاطر النسيان

0 27


 تقرير: هبة محمود

منذ نحو  (٦٦) عاماً وفي هذا التوقيت تم إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، قبيل إكتمال معالم الإحتفال الرسمي في الأول من يناير ١٩٥٦م، ليحل هذا التاريخ بإرتياح بين (رزنامة) الأيام، فهو التاريخ الذي نال فيه الشعب السوداني حريته. ولأن الحدث  يعتبر رمزية كبيرة في المشهد السوداني، فقد أختير كبداية إنطلاق لثورة ديسمبر ٢٠١٨م، لكن ومن الملاحظ فأن من خلال وقائع الأحوال أن ثورة ديسمبر بدأت تمحو ذكرى عظيمة وكبيرة وهي إعلان الاستقلال من البرلمان. ويتخوف مراقبون من هذا الزحف الذي بدأ يطرأ على ذكرى الاستقلال، سيما في أعقاب إعلان عطلة يوم ١٩ ديسمبر كعطلة رسمية  لذكرى ثورة ديسمبر دون الإشارة لذكرى الاستقلال.

( ١)

من المؤسف أن يعلن مجلس الوزراء اليوم عطلة رسمية إحتفاءً برمزية الثورة دون ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، هكذا علق البعض على الإعلان، وسط أسف على هذا الزحف، وبحسب المحلل السياسي نصر الدين بابكر لـ (الانتباهة) فأن الأمر يبدو خطيراً لإعتبار أن ذكرى الاستقلال أعظم، مؤكداً لـ (الانتباهة) أنه من الضرورة بمكان على الدولة تدارك  هذا الأمر وسط جيل الشباب الذي  بدأ التاسع عشر من ديسمبر يرتبط في مخيلته بذكرى ثورة ديسمبر التي إقتلعت البشير.

(وأعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء اليوم الأحد الموافق 19 ديسمبر 2021م عطلة رسمية بجميع أنحاء البلاد بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر المجيدة.

نسأل الله الرحمة والمغفرة للشهداء والشفاء للجرحى ولأن يعم السلام والديموقراطية والاستقرار كافة ربوع البلاد..)إنتهى نص الإعلان ولم يزل السؤال قائماً.

( ٢)

وعلى الرغم من المخاوف إلا أن الصحفي والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر قلل من الأمر. مؤكداً لـ(الانتباهة) أي آثار يمكن أن تقوم ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة بتركها على ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان، وقال خاطر بأن إعلان الاستقلال أصبح جزءً من مواريثنا الأساسية وتاريخ قائم بذاته وكذا تاريخ ثورة ديسمبر، وتابع: إن ثورة ديسمبر تعتبر تأكيداً لذكرى الإعلان من داخل البرلمان التي تأتي في إطار سياسي ودولي بشكل أوسع.

وبحسب مدونات التاريخ فقد شكل مؤتمر الخريجين في عام ١٩٣٩م كواجهة إجتماعية ثقافية لخريجي المدارس العليا في السودان ولكنه سرعان ما نادى بتصفية الاستعمار في السودان ومنح السودانيين حق تقرير مصيرهم. وقد استمرت الجهود حتى إجتمع البرلمان السوداني في ١٩ ديسمبر ١٩٥٥م وأعلن استقلال السودان وطالب دولتي الحكم الثنائي بالإعتراف بالسودان دولة مستقلة. وقد وافقتا على ذلك وتم الجلاء ورفع العلم السوداني في ١ يناير ١٩٥٦م.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.