سباق التطبيع وعد الشيطان
عبد المحمود نورالدائم
حديث حمدوك و تيارات في قحت عن عدم شرعية التطبيع مع اسرائيل كونهم حكومة إنتقالية لا يحق لها البت في المسائل المتعلقة بالعلاقات الإستراتيجية الخارجية فهذه كلمة حق اريد بها باطل ، هم أولا لم يتحدثوا عن عدم جواز التطبيع شرعا ، بل عن عدم إمتلاكهم صلاحيات تخول لهم ذلك .
فحمدوك و قحاطته لا تهمهم القضية الفلسطينية و لا يتقيدون بصلاحيات الحكومة الإنتقالية اصلا ، أين كانت قيود الحكومة الإنتقالية عندما حرفوا القوانين و المناهج التربوية و صادروا حريات الناس و استدعوا قوات الوصاية الدولية !؟
حديث حمدوك و جماعته ليس إلا نكاية بالعسكر و تيبيضا لوجههم امام الشعب ، فلو لم يسبق البرهان حمدوك إلى نتنياهو لطبع حمدوك و هو صاغر .
كنت قد تحدثت قبل هذا عن أن الرهان على التطبيع و العلاقات الامريكية هو رهان خاسر و مذلة و صغار ، نظام الإنقاذ منذ ان فرضت عليه العقوبات الأمريكية كان يحاول ان يرفع هذه العقوبات ؛ بينما كانت المعارضة مدعية الوطنية تعرقل جهود الدبلوماسيين السودانيين و تلفق تقاريرا و فيديو عن جرائم تنسبها لحكومة البشير و توصي واشنطن و المجتمع الدولي بعدم رفع العقوبات عن السودان .
كل هذا الكذب كان خوفا من أن ترفع العقوبات عن السودان في ظل نظام البشير ، ظنا منهم أنه و برفع العقوبات ستمطر السماء دولاراتا و يخرج النظام من عزلته و يفقدون بذلك مصدر تسولهم في اوروبا و أمريكا .
بل كانوا يظنون أنه إن سقط نظام البشير و أستولوا على الحكم فسيتوددون إلى اصدقاءهم الأمريكان و ترفع العقوبات في عهدهم فيخيلون إلى الشعب المتعب أنهم الفاتحين و الحكام العادلين و يملؤون الأرض ذهبا و وقودا و رغيفا ، لكن خاب ظنهم بعد اصطدامهم بتعنت الإدارة الأمريكية و مطالبتها بتعويضات لا متناهية ، و إن انتهت فسيفتح فصل التنازلات عن السيادة .
و الآن يعرقل حمدوك و قحت التطبيع مع اسرائيل خوفا من أن يميل المجتمع الدولي نحو العسكر فينتهي بذلك وجود قحت و حمدوكها ، و بغية أن يكونوا هم الأبطال المطبعين .
ثم إنهم كضرتين تتودان لزوج لتكسب إحداهما وده على حساب الأخرى .