بروفيسور علي عيسى عبدالرحمن
يقول آلله تعالى (أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌۢ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِى ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَٰعٍۢ زَبَدٌ مِّثْلُهُۥ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَٰطِلَ ۚ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَالَ) سورة الرعد الآية
صدق الله العظيم، لقد ذهبت الكنداكات والراستات والسانات والوافقين قفا وكل مكون قحت جفاء وشيعت قحت نفسها في الساحة الخضراء أمس الاول في موكب جنائزي هزيل ، كآخر مشهد يعبر عن الانهيار بعد التخبط والانسلاخات وتبادل اللعنات بين مكون التغيير ليستسلم التغيير لمصيره الحتمي وهبوطه الخشن وليس الناعم .
من مظاهر انهيار قحت انهيار الحاضنة السياسية التي تفرقت ايدي سبأ فمنهم من سلك مسار التصحيح ومنهم من انضم إلى الحلو ومنهم من حمل لواء المعارضة وكفر بقحت (عديل) ومنهم على مستوى الأحزاب من جمد نشاطه كحزب الأمة ومجموعة محمد عصمت الاتحادية ، فماذا تبقى من قحت ؟
من مظاهر الانهيار خروج قحت من حراك السلام بلا حمص ، فقبضة العسكريين للملف كانت قوية وسببت هستريا للشيوعيين جعلت حكومة حمدوك توقع على السلام مع عقار خارج المنصة بجوبا ، وحتى رفض الحلو التوقيع في اللحظات الأخيرة انما يعبر عن الحيرة والتخبط والغباء السياسي منه والشيوعيين الذين زينوا له ذلك لتكسب جولة السلام حركات مسلحة إسلامية سواء العدل والمساواة أو حركة مني اركو التي تضم إسلاميين ويبدو أن المكون العسكري لعب هنا بذكاء فاوقع الشيوعيين وحركاتهم المسلحة في الفخ بابتعادتهم عن توقيع السلام وليحاولوا إستدراك الأمر بإعلان حمدوك الحلو الذي نادى بفصل الدين عن الدولة وهو ( طبزة) قاتلة افقدتهم الكثير لدرجة تراجع حمدوك عنه غير المعلن ،أن تداعيات السلام تعبر عن انهيار قحت وسوف يعرقلون تنفيذ ما تم التوقيع عليه .
ان مظاهر انهيار قحت يراها كل مراقب للشارع السوداني فكل البيوت السودانية تلعن قحت التي اذاقت الشعب السوداني الأمرين ، فقد انهارت حكومة قحت هكذا تقول نتيجة استفتاء الشعب السوداني ودونكم الشارع .
من مظاهر انهيار قحت الموقف من التطبيع بحيث كان ( الفاول )أيضا مؤثرا على المستوى الإقليمي والدولي وفيه أيضا وجه المكون العسكري صفعة قاتلة على وجه قحت أفقدها توازنها الداخلي والخارجي وشل تواصلها تماما مع الخارج (الإقليمي والدولي) رغم انف الجنسيات الأجنبية والتي لم تنفعهم شيئا فضاق عليهم السودان بما رحب وهاهم يولون .
هكذا تجمعت كل الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار العظيم وأنها أقدار الله وسننه النافذة ولا راد لقضائه وليس لأحد أن يلقن الهالكين الشهادة لانهم لا يستحقونها اصلا .
أن مسيرة شارع المطار التي خرجت لتشييع حكومة حمدوك كانت محقة وهكذا ذهب الزبد جفاء ليبقى ما ينفع الناس .
يظل السؤال هل ما ينفع الناس هم مجموعة هؤلاء البعاعيت الذين يقودهم سيسي السودان ؟ والذين يروجون لانفسهم هذه الأيام تحت مظلة البرنامج الوطني، فعن اي برنامج يتحدث هؤلاء ؟ وعن اي وطن يتكلم هؤلاء ؟ هؤلاء العواجيز منتهيو الصلاحية لا يمكن أن يتم تدويرهم مجددا كما يجتهد البرهان وحميدتي في ذلك وهاهم الان ينوون مقابلة حمدوك كما قابلوا البرهان وحميدتي هل هؤلاء هم ما ينفع الناس؟ لا أعتقد ولا أدري لماذا واقف لهم العسكريون بأن يرتقوا هذا المرقى .
صحيح مازال الحراك في حالة تشكل وقد تحدث الدكتور عشر القيادي بحركة العدل والمساواة عن تغيير الحاضنة السياسية التي تساند الحكم في المرحلة المقبلة فتغيير الحاضنة بالضرورة يعني تغيير من يحكم فهل يفضي الحراك إلى تبلور تحالفات تفاجئ الجميع؟ فلو تم ذلك فإنه النظام الخالف لا شك .
أما حكاية ابو جلمبو فقد نتحدث عنها لاحقا بحول الله .