الكشف عن تحالف عربي اسرائيلي في الشرق الأوسط

0 293

قال “يوني بن مناحيم” المحلل الإسرائيلي للشؤون العربية إن انضمام السودان لعملية التطبيع مع إسرائيل يعزز مخطط إقامة تحالف إسرائيلي عربي بالشرق الأوسط. وأضاف في مقال نشره موقع “زمان يسرائيل” العبري أن التحالف الجديد يفترض أن يواجه الخطر الإيراني وخطر الإسلام المتشدد، ومحور “الإخوان المسلمين” بقيادة تركيا.وقال إن السودان يعتبر “ثروة استراتيجية مهمة في التحالف الإقليمي، فهو يقع على شواطئ البحر الأحمر، ولديه عدة موانئ ويمكن إقامة قواعد عسكرية جديدة داخله”.
إلى نص المقال..
يعزز انضمام السودان إلى عملية التطبيع مع إسرائيل الخطة الأمريكية لإقامة تحالف عربي إسرائيلي في الشرق الأوسط برعاية الولايات المتحدة.
ويفترص أن يواجه التحالف الجديد الخطر الإيراني وخطر التنظيمات الإسلامية المتطرفة والإرهاب.
مازال أعداء إسرائيل بالشرق الأوسط وعلى رأسهم إيران يجدون صعوبة في استيعاب التغيير الذي حدث في السودان الذي أعلن موافقته على التطبيع مع إسرائيل.
من سخرية القدر أن الحديث يدور عن دولة استضافت مؤتمر الخرطوم عام 1967، والذي أعلنت فيه الدول العربية “اللاءات الثلاثة”: لا اعتراف ولا مفاوضات ولا سلام مع إسرائيل”.
منذ ذلك الوقت، جرى الكثير من المياه في البحر المتوسط ​​والبحر الأحمر، واتخذ السودان، ذلك البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 40 مليون نسمة، هذه الخطوة الجديدة المهمة من منطلق المصالح الاقتصادية والإقليمية والدولية.
لكن من المهم أن نذكر أن الحديث يدور عن دولة أخرى تخلت عن قرارات الجامعة العربية ومبادرة السلام العربية ولم تسمح لهذه القرارات التي فقدت قوتها بالإضرار بمصالحها الحيوية. كما أنها تجاهلت المطالب الفلسطينية ووضعت مصالحها على رأس الأولويات وليس القضية الفلسطينية.
وفي 25 اكتوبر الجاري أجرت صحيفة “السوداني” الصادرة في الخرطوم حوارا مع وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين، أعلن فيه أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على إنشاء تحالف إقليمي تحت مظلة أمريكية، يضم إضافة إلى إسرائيل الأردن والإمارات والسودان.
وقدر أن مزيدا من الدول ستنضم لهذا التحالف، لكنه لم يوضح الهدف من وراء إنشاءه.
وتوقع الوزير إيلي كوهين وصول وفد سوداني إلى إسرائيل لبحث العلاقات بين البلدين والقضايا الاقتصادية، وكشف أنه سيرأس قريبا وفدا إسرائيليا إلى السودان بعد التوقيع الرسمي لاتفاقية السلام بين البلدين وموافقة الخرطوم على زيارة الوفد الإسرائيلي.
وفي غضون ذلك، كشف الجنرال السوداني ياسر العطا، عضو مجلس السيادة السوداني، أن الجيش يقف وراء التطبيع مع إسرائيل.
يفعل الجيش السوداني كل ما بوسعه لدفع اتفاق التطبيع مع إسرائيل، لكن الساحة السياسية الداخلية في السودان ليست هادئة.
بدأت اتصالات بين الأحزاب المختلفة لتشكيل جبهة حزبية تتصدى للتطبيع مع إسرائيل. وستضم الجبهة أحزابا إسلامية من السلفيين وجماعة “الإخوان المسلمين”، ورجال دين صوفيين.
تبرير انطلاق هذه المبادرة هو الإدعاء أن قوى أجنبية تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان ولا تريد إقامة نظام ديمقراطي في البلاد.
مع ذلك، فإن التقديرات في الجيش السوداني هي أنه لن ينجح أي تنظيم سياسي في البلاد في منع اتفاقية التطبيع مع إسرائيل وتنفيذها.
السودان الذي سبق واستضاف على أراضيه زعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن، والذي كان على مدى سنوات طوال محورا رئيسيا في تهريب السلاح من إيران لحماس بقطاع غزة وسمح في 2012 لإيران بإقامة مصنع ذخيرة لحماس، يتبرأ من أية علاقة بالإرهاب وإيران ويتوقع أن ينضم للتحالف الجديد الذي يهدف إلى مواجهة الخطر الإيراني والإسلام المتشدد.
يعتبر السودان ثروة استراتيجية مهمة في التحالف الإقليمي، فهو يقع على شواطئ البحر الأحمر، ولديه عدة موانئ ويمكن إقامة قواعد عسكرية جديدة داخله.
تقول مصادر سياسية بارزة في إسرائيل إن التحالف الإقليمي الذي تحدث عنه وزير المخابرات إيلي كوهين يتضمن ثلاثة أهداف رئيسية.
الأول: مواجهة الخطر الإيراني ووقف الاتجاهات التوسعية الإيرانية في الشرق الأوسط.
الثاني: كبح تعاظم وتأثير محور “الإخوان المسلمين” بقيادة تركيا وقطر في الشرق الأوسط، والحرب على الإرهاب الإسلامي.
الثالث: تشكيل تحالف يشكل جسرا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويؤثر على السلطة الفلسطينية للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل من أجل الوصول إلى تسوية سياسية متفق عليها. ومن المحتمل ألا يحدث هذا إلا بعد إبعاد محمود عباس عن المسرح السياسي.
تزعم مصادر خليجية أن إيران تخشى قيام إسرائيل ببناء قواعد استخباراتية في جزيرة سقطرى جنوب اليمن، التي تسيطر عليها الإمارات، مما سيسمح لها بمراقبة التحركات الإيرانية من الخليج عبر مضيق باب المندب إلى القرن الإفريقي.
والآن انضم السودان أيضا إلى التحالف ضد إيران، الذي كان له في الماضي علاقات وثيقة مع طهران في عهد الديكتاتور عمر البشير.
انضمام السودان إلى محور التطبيع مع إسرائيل يعزز فرص إقامة تحالف إقليمي جديد. ومع انضمام المزيد من الدول إلى العملية، سيتعزز التحالف ضد إيران.
لدى تلك الدول التي وقعت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل مخاوف أمنية واعتبارات عسكرية مماثلة لتلك الخاصة بإسرائيل، وهو بالتأكيد سبب جيد قد يدفع إدارة ترامب إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد إيران على أساس مشاركة دول الخليج والدول العربية الأخرى.
من يمكنه مستقبلا قيادة هذا التحالف هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الرجل القوي في المملكة، الذي من المقرر أن يصبح ملكا للسعودية، وهو يقود خطا متشددا ضد إيران والإخوان المسلمين.
لذلك من المهم للغاية ضم السعودية بأقصى سرعة ممكنة إلى هذا التحالف الإقليمي، وهذا أحد الاسباب في أن إدارة ترامب وإسرائيل تبذلان من وراء الكواليس جهودا كبيرة لوضع السعودية علنا على مسار التطبيع مع إسرائيل.

الإنتباهة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!