الحركات المسلحة .. نقل مسرح الحرب إلى الخرطوم
نقلا عن _ الإنتباهة
تحقق شرطة محلية شرق النيل حول ملابسات اصابة (10) اشخاص اصابات متفاوتة اثر اشتباكات بين فصيلي جيش تحرير السودان جناح كل من د. الهادى ادريس وعبد الواحد محمد نور، ونقلت مصادر ان الندوة تخللها اطلاق نار وحصب بالصخور من قبل مجموعة تنتمى لعبد الواحد قبيل انطلاق الندوة التى كان من المفترض ان تبدأ عند الثالثة والنصف من مساء الجمعة بميدان كوسوفو (ميدان المصارعة) الواقع شرقي سوق (6) بالحاج يوسف. وتدخلت الشرطة واحتوت الموقف دون خسائر، وحررت ارانيك (8 ج) للمصابين الذين حسب التقارير الجنائية (10) مصابين .
تفاصيل الحادثة
وحسب المعلومات فإن هناك ندوة جماهيرية تتحدث عن السلام ومتطلبات المرحلة دعت اليها جماعة حركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالى بقيادة د. الهادى ادريس مكتب ولاية الخرطوم، وكان من المفترض ان تقوم الندوة عند الثالثة والنصف عصراً وتستمر حتى السادسة مساءً، وبالفعل حضرت مجموعة من القيادات لحضور الندوة، وكان الميدان قد امتلأ بالمشاركين في الندوة بنحو (500) شخص، وقبيل انطلاق الندوة بدقائق حضرت مجموعة مكونة من نحو (700) شخص بعضهم يحمل عصى وسواطير، ودلفوا الى موقع الندوة فى محاولة لابراز احتجاجهم على اقامة الندوة، باعتبار انهم شاركوا فى الحروبات التى قامت بها الحركة، وان جناح المجلس الانتقالى عبارة عن متسلقين وما كان ينبغى لهم ان يوقعوا على سلام جوبا، حسب وصفهم. واثر ذلك قاموا برشق الحضور بالحجارة، فتدخلت قوة الشرطة التى كانت تقوم بتغطية وتأمين الندوة، وشكلت حماية للقيادات المشاركة، وقامت باخراجهم من موقع الاحداث. واثناء ذلك قام حرس القيادات وكانوا مسلحين باطلاق اعيرة نارية فى الهواء، مما ادى لاثارة البلبلة وسط الحضور المشاركين فى الندوة والمجموعة التى تسببت فى فض الندوة، حيث قامت باحتلال الميدان بقوة الاسلحة البيضاء ملوحة بعدم اقامة اية ندوة .
وفى ذات الوقت تحرك عدد من المشاركين فى الندوة وتم تقييد بلاغ تحت المادة (44 اجراءات) وحررت الشرطة (10) ارانيك (8 ج) منحت للمصابين الذين ذهبوا لتلقى العلاج ولم يعودوا مرة اخرى. وفى ذات السياق اكدت مصادر ان القيادات لم تقع بينهم اصابات، وان جميع الاصابات كانت نتيجة التعرض للاصابة بالحجارة والاسلحة البيضاء، وانه لا توجد ولا اصابة واحدة بالرصاص نهائياً، واردفت بان الرصاص الذي اطلقه حرس قيادات جناح المجلس الانتقالى كان في الهواء ولم يصب احد بالاذى، واشارت المصادر الى ان الشباب المهاجمين يطلقون على انفسهم اسم (الناشطين) وينتمون لجماعة عبد الواحد محمد نور، وانهم من المقيمين بالخرطوم ويقطنون في مناطق حى البركة بالحاج يوسف وحى الوحدة مربع (9).
حادثة حي البركة
واضافت المصادر ان حادثة ميدان كوسوفو ليست الحادثة الاولى من نوعها، فقد سبقتها باسبوعين حادثة مماثلة، حيث قامت ذات المجموعة المنظمة للندوة بعمل ندوة بميدان حى البركة بالحاج يوسف، وقامت ذات مجموعة الناشطين بمداهمة الندوة واقتحامها بذات الطريقة التى اتبعتها وقامت بتفريقها، وعلمت (الإنتباهة) أن السلطات المحلية رفضت التصديق باقامة ندوة الجمعة الماضية لجماعة المجلس الانتقالى، الا انهم تجاوزوا السلطات المحلية وتوجهوا الى رئاسة شرطة ولاية الخرطوم، وهنالك اكدوا انهم قاموا بعمل تسوية بينهم وبين مجموعة الناشطين الرافضة لانشطتهم السياسية، وهى معلومة غير صحيحة حصلوا بموجبها على التصديق باقامة الندوة الجمعة الماضية، وحدد لهم التصديق موعد الندوة من الثالثة وحتى السادسة، ووضعت لهم اشتراطات وافقوا عليها ولم يتم الالتزام بها، وهي تتعلق بعدم استخدام الاسلحة النارية وعدم التسبب فى زعزعة الامن والاستقرار، وشكلت الشرطة (فصيلة) كاملة بقيادة عدد من الضباط بغرض تأمين الندوة، ورغم ذلك وقعت الاحداث التى حذرت منها السلطات المحلية .
واكدت مصادر ان مكمن الخلاف بين المجموعتين ان مجموعة عبد الواحد محمد نور الرافضة لاتفاق سلام جوبا، ترى ان الموقعين على وثيقة السلام ليسوا الجماعات الحقيقية التى حملت السلاح وحاربت خلال عقود مضت وانهم متسلقون وانهم هم الأحق بالسلام وليس غيرهم، على حد تعبير المصادر، فيما ترى مجموعة د. الهادى انها وقعت على السلام بما لديها من قوات كبيرة تساندها، وانها رأت التوقيع على السلام حقناً للدماء وحفاظاً على وحدة البلاد، وانه لا يوجد ما يمنعهم من التوقيع على اتفاق السلام، ولفتت مصادر الى ان الاشتباكات بين المجموعتين تشير الى نذر وبوادر مناوشات قد تشكل خطراً على العملية الامنية بالخرطوم .
جيوش مسلحة
يرى خبير استراتيجي ــ فضل حجب اسمه ــ ان هنالك مجموعات مسلحة فى شكل خلايا نائمة، وتمتلك من الاسلحة والذخائر ما يمكنها من احداث بلبلة بالخرطوم، الا ان تلك الخلايا موجودة منذ عهد بعيد، وان هنالك توقعات بحدوث حوادث متعددة، ولكنه يرى أن السلطات الامنية قادرة على حسم اية تفلتات لتلك المجموعات، ويرى الخبير ان التحدي الحقيقي فى دخول عناصر قادمة من مناطق النزاعات، وهذه يصعب التعامل معها، حيث نجد ان افرادها يعتقدون بصفة دائمة ان اى شيء يمكن حسمه بقوة السلاح، وهذا يتطلب مزيداً من التوعية وسط اولئك الداخلين الى الخرطوم وتنبيه قادتهم لتوعيتهم .
واضافت مصادر مطلعة لـ (الإنتباهة) انه منذ وقت طويل تم رصد مجموعات تتبع للحركات المسلحة بالخرطوم وانها تشكل جيوباً وخلايا موجودة، لافتة الى ان من اهم اسباب الخلاف بين فصيلى عبد الواحد ود. الهادى ان عبد الواحد يعتقد ان د. الهادى قد يسعى لسحب البساط من تحت ارجله من خلال ضم وتجنيد اعداد كبيرة من مناصريه بالخرطوم .
وكشفت المصادر ان الخرطوم الآن تضم نحو (9) جيوش مسلحة، وان تلك الجيوش المسلحة لديها حاضنات وقواعد عريضة فى الجامعات والمناطق الطرفية وان لديهم مناصرين ومؤيدين، ولفتت المصادر الى ان جميع الموقعين على مصفوفة سلام جوبا وعقب دخولهم واحتفالاتهم اليوم الاحد، سيطلقون اعلاناتهم لقواتهم بالخرطوم والاقاليم بغرض تجميعها خلال (48) ساعة، وان جميع الموقعين سينفذون عمليات تجنيد وتسجيل وحصر لعضويتهم بالعاصمة والولايات خلال الساعات القادمة، لافتة الى توقعات بدخول متفلتين وعناصر مندسة .
سيناريوهات وسوابق
وأبدى مراقبون مخاوفهم من ان تعود الخرطوم الى ما كانت عليه قبل عام 2005م، حيث كان ينتشر عدد من المليشيات المسلحة بالخرطوم وكل مليشيا تتبع لاحد القيادات المعارضة. وتشير سوابق تاريخية الى العديد من الاحداث التى وقعت فى ذلك العهد، امثال خلية مليشيات قبريال تانق التى قتلت ضابط شرطة برتبة العقيد محمد عبد العزيز، وذلك عقب تورط احد عناصرها في اختطاف فتاة، وعند محاولة القبض عليه فى جريمة جنائية اطلقوا النار على القوة التى كان على رأسها الضابط الذى لقي حتفه، ووقعت تلك الحادثة فى نوفمبر عام 2009م، اما فى مايو 2013م فقد وقعت حادثة تبادل اطلاق النار فى حى الرياض بين قوات حكومية ومجموعة من مليشيات رياك مشار، حيث زعزعت الامن بالعاصمة آنذاك، بالاضافة الى احداث اخرى متعددة شهدتها العاصمة الخرطوم .