التقارب السوداني المصري ..ماذا يجري خلف الكواليس

0 346

حدقات نيوز – وكالات – قناة الحرة

شهدت العلاقات السودانية المصرية في الآونة الأخيرة تقاربا مفاجئا خصوصا في الجانب العسكري، ما أثار كثيرا من التساؤلات والتكهنات.وشهدت عاصمتا البلدين في الفترة الماضية، زيارات أمنية متبادلة على أعلى المستويات، وسط حديث عن تدريبات عسكرية مشتركة مرتقبة، وإرسال طائرات حربية مصرية إلى السودان. 

المتحدث العسكري المصري أعلن، السبت، على تويتر، إجراء مناورات عسكرية في مصر بمشاركة ست دول عربية، بينها السودان.

وكانت العلاقات بين الخرطوم والقاهرة حتى وقت قريب، مشوبة بالتوتر، خصوصا بسبب موقف السودان من سد النهضة، ومثلث حلايب المتنازع عليه بين الدولتين.

ووصف المحلل السوداني محجوب حسون هذه التطورات في تصريح لموقع الحرة، بأنها “غريبة،” مضيفا قوله: “شيء ما يحدث”.

التقارب بين مصر والسودان تزامن مع توقيع اتفاق سلام جوبا بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، وقدوم قيادات تلك الحركات بسلاحها الثقيل إلى الخرطوم، الأمر الذي أثار أستغرابا علنيا وتساؤلات من كثير من الجهات السودانية، خصوصا في ظل خلافات واضحة بشأن عملية السلام.

تساؤلات دفعت رئيس الحركة الشعبية شمال مالك عقار إلى الرد بالقول ” لم نأت غزاة وإنما دعاة سلام”.

الخبير في شؤون المنطقة المستشار محمد الطيب، قال إن ما يحدث بين مصر والسودان “يندرج في إطار تحوّط من جانب العسكريين ضد انقلاب الحركات عليهم داخل الخرطوم”، خصوصا في ظل وجود حركات مسلحة ذات ثقل خارج العملية السلمية أبرزها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز  الحلو.

وأضاف لموقع الحرة “هي رسالة ضغط أو إشارة لوجود خيارات مفتوحة للعسكر  للبقاء في السلطة، إذا ما كشفت الأيام عن تورطهم في مذابح أو جرائم ضد الثوار”، في إشارة إلى فض اعتصام الخرطوم في يونيو 2019 الذي راح ضحيته عشرات الأشخاص من ثوار حركة ديسمبر التي أطاحت نظام الرئيس عمر البشير.

موقف الطيب، عبر عنه أيضا الخبير بشؤون المنطقة التاج السر، حين قال لموقع الحرة “في تقديرى هي رسالة تحذيرية ذكية موجهة للمجموعات المسلحة في الخرطوم التي قد يكون لها نزعات وتطلعات غازية”.

وذهب المحلل السياسي الحافظ عبد النور إلى أن “التقارب مع مصر والحديث عن مناورات عسكرية معها مجرد أوهام، ما يحدث محاولة لطمس حلايب وشلاتين مثلما طُمست حلفا ببناء السد العالي.. ولزرع نواة انفصال جديدة ولو بقوة السلاح في السودان”.

المحللة السياسية المصرية أسماء الحسني أشارت إلى أن لمصر لديها توجه نحو عمقها الأفريقي لكنها لا تتدخل في شؤون الدول، وأضافت لموقع الحرة “مصر لقيت فرصة للتقارب مع عهد جديد في السودان بعد شد وجذب وعداء على مدار ثلاثة عقود مع نظام البشير”.

اللافت في الأمر أن التقارب  المصري السوداني رافقه حديث عن قاعدة عسكرية ضخمة تعتزم روسيا بناءها في شرق السودان، وتزامن أيضا مع تبدل في الموقف السوداني حيال سد النهضة الإثيوبي، حيث أصبح متقاربا إن لم يكن متطابقا مع الموقف المصري، بعد ما كان السودان متهما بالانحياز لصالح إثيوبيا. 

وقالت أسماء الحسيني لموقع الحرة “هذا التقارب فيه منفعة للبلدين، ويأتي في ظل مسعى مصري لتحقيق الاستقرار في إقليم مضطرب، وإيجاد حل لأزمة سد النهضة الإثيوبي”.

ويرى خبراء أن نشوء نظام ديموقراطي في السودان قد يسبب إزعاجا لدول في المنطقة، وخصوصا مصر.

يشار إلى أن روسيا تعتبر حليفا وثيقا لمصر في ليبيا إلى جانب قوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة السوداني محمد حمدان دقلو، وفقا لتقارير تحدثت عن توفيرهم دعما لقوات  المشير خليفة حفتر في مواجهة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، بقيادة فائز السراج.

وتقود السودان سلطة انتقالية مدتها ثلاث سنوات تتكون من شقين، عسكري، ومدني حاضنته السياسية هي قوى الحرية والتغيير التي شكلت نواة لثورة ديسمبر التي  أطاحت نظام البشير في 11 أبريل 2019.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!