الجزولي و معمر و أصنام العجوة القحتاوية
كتب : عبدالمحمود نور الدائم
هذه الثورة الشعبية فجرها الشعب السوداني الجائع المقهور لا و لم يصنعها نشطاء الغفلة السكارى المتسولون على موائد الخواجات عمالة و تطبيلا .
و لكنهم تسلقوها على حين غرة و جعلوا من زخمها الهادر سلما يرتقون به إلى السلطة و الحظوة
وانحرفوا عن اهدافها إلى اصنام عجوة صنعوها
و زينوها و جعلوا لها خوار ثم جعلوا نشطاءهم يطوفون حولها مكاءً و تصدية .
فأول ما حققوه من شعار الحرية هو إعتقال الأصوات المختلفة معهم
وتكميم أفواههم ليس لأنهم من النظام السابق بل لأنهم قالوا كلمة حق في وجه أباطيلهم فبدأو بمعمر موسى الذي نكل به النظام السابق اشد تنكيل و هو الذي كان يدعو لإسقاط النظام في الوقت الذي كانوا يدفنون فيه رؤوسهم في الرمال ، ثم انتهوا بالجزولي الذي كان يجهر بالحق في وجه حكومة الإنقاذ و يمهر من عمره ثمنا لقاء ذلك ، في الوقت الذي كان فيه هؤلاء القحتاويون يتهامسون في الاقبية التحتية و يقيمون مصالحا إقتصادية مع رموز الحكومة السابقة ، بل كان الجزولي رفيقهم في معتقلات الإنقاذ و لم يخرج منها حتى خرجوا جميعا ، و الآن هم المستوزرون و هو مازال معتقلا.
ثم و بكل صلف
وغباء الآن يعتقلون المعارضين لهم بل
ويزايدون عليهم رغم ان هؤلاء القحاتة رصيدهم صفر كبير في النضال و لا نضال لهم سوى تسلق دماء الشباب و صولا لسلطة يتعطشون لها .
اما صنم السلام فقد اكلوه عندما رأوا أن إتفاقية السلام الموقعة في جوبا ستنتقص من نصيبهم في السلطة ، فالسلطة عندهم اولى من تحقيق السلام ، و قد كانوا من قبل يصرخون بأسم حقوق المهمشين و النازحين و اللاجئين وضحايا الحروب.
و اما صنم العدالة فقد تهاوى عندما فصلوا الآلاف من موظفي الخدمة المدنية في سبيل تمكين نشطائهم و المحسوبين عليهم ، بل بلغ جبروتهم تسريح مذيعات التلفزيون اللواتي يرتدين الحجاب.
اما كبير اصنامهم الذي طافوا حوله
و لم نطف و شكروه
و مجدوه صباح مساء بل تغنوا له ” يسلموا الجابوك ” الآن هم يدعون لإسقاطه !!
فهل من مثل هؤلاء القوم خير يرتجى !؟ ام نظن فيهم رجل رشيد !؟
ايها القحاتة اما الجزولي و معمر فلهم في اصحاب الأخدود اسوة و اما انتم فلكم في ميتة النمرود عبرة.