حريق نيفاشا.. ماذا حدث؟ حرائق ودمار وخسائر مليارية بسبب محول كهربائي
صحيفة السوداني – سعيد عباس
تصاعدت ألسنة اللهب بصورة مباغتة ودون سابق انذار وعلت سحب الدخان والنيران سماء السوق الافرنجي بالعاصمة الخرطوم في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحا بسوق (نيفاشا) تجاه محلات (موبايل مول) التى تحتوي على 38 دكانا، وذلك بسبب عطل كهربائي اكده عدد من اصحاب المحال التجارية الذين تحولت متاجرهم الى (اكوام) فحم اسود ورماد داكنِ سكن (الرفوف) و(الفترينات) بدلا من البضائع والاكسسوارات.. (السوداني) تجولت وسط اصحاب المحال المحترقة ..
(1)
التاجر فيصل يوسف صاحب دكان ملبوسات جاهزة وكان واقفا بين الانقاض يحاول مواراة ما تبقى له من بضائع ولكنه لم يفلح، وقال: احاول أجد ماينفع ولكني لم اجن سوى الفحم، مؤكدا أن المكان الذي احترق بالكامل، فضلا عن احتراق كامل لمحلات (موبايل مول) التي تحوي حوالى 38 دكانا احترقت بالكامل وخلفت الحزن والأسى، واضاف: نقول الحمد لله.. مشيرا الى أن خسائره تجاوزت الستة مليار جنيه وذلك لأن دكانه احترق بالكامل . وختم حديثه قائلا نطالب الجهات المختصة بالتحقيق في تلك الكارثة .
(2)
من جانبه كشف التاجر الفاتح حسين، عن أن افراد قوات الدفاع المدني الذين كانوا يقومون بإطفاء الحريق هم شهود عيان على الكارثة، وقال: لأنهم جاءووا متأخرين لمكان الحريق، حيث كان عدد كبيرا من المحال لم يحترق بعد ولكن نفاد مياه عربة الاطفاء كان سببا اخيرا لتضاعف الحريق، واضاف: ألسنة اللهب المرتفعة الى عنان السماء لم تكن لتنتظرهم حتى يرجعوا ويجدوا المحال كما كانت ، وقال إن عربة الاطفاء اصلا اتت متأخرة بالرغم من قرب الحريق من مطافئ الدفاع المدني فالحريق ليس في منطقة طرفية او منطقة نائية حتى ينتشر بتلك الطريقة، مؤكدا أنهم سيقاضون إدارة الكهرباء لأننا ابلغناهم عدة مرات عن المحول الكهربائي الضخم الذي يقبع بجوار محلاتنا بانفجاره عدة مرات ولكنهم لم يقوموا بصيانته جيدا، ولم يقوموا بترحيله حتى نؤمن خطره فتكررت الحرائق عدة مرات ولا حياة لمن تنادي حتى وقع الفاس في الراس .
(3)
التاجر عادل بكري عن خسائره المادية قال إن خسارته اكبر من أن تكون خسارة بنسبة 100%، موضحا انهم يمتلك دكانين واحترقا بالكامل تماما، وأضاف: بعد أن اقوم بتظيف الركام المحترق وانا فاقد لكل اموالي وبضائعي يتوجب على أن ادفع ثمن معظم البضائع المحترقة لأصحابها لأننا نعمل بطريقة الدين الآجل وكل ما استدنته اكلته النار، منوها الى أن اصحاب البضائع سيطالبون بأموالهم فلا طريق لنا تجاههم غير السجن وذلك بسبب الهيئة القومية للكهرباء التي وضعت محولا كهربائيا ضخما في ظل محلاتنا ليقوم بالانفجار عدة مرات ونقوم بالبلاغات و لا احد يسمع لنا .
(4)
التاجر عادل عبد الله قال انا شاهد عيان لشكل بداية الحريق وحتى نهايته لأنني جئت في الصباح الباكر تجاه محلاتنا وسمعت أن صوت محول الكهرباء كان خشنا على غير العادة بينما يتسرب الزيت من جنباته بصورة واضحة للعيان ، وبين هذا وذاك فجأة حدث صوت دوي عال من المحول يعقبة شرار كثيف متطاير وقد التف ذلك الشرار حول عدد من الدكاكين ولكن المصيبة الكبرى كانت في عدد الكراتين الكبيرة الضخمة والكثيرة التي كانت متواجدة بكثرة داخل (برندات) تلك المحال فساعدت بصورة كبيرة في اشتعال النيران بكثافة شديدة جدا لدرجة انني رأيت متجري يحترق امامي ولم استطع أن اعمل شيئا او احرك ساكنا .
(5)
وقال التاجر محمد صالح صاحب دكانين احدهما للبدل والجكتات والملابس الجاهزة والآخر لبيع الساعات السويسرية الفاخرة، كنت صاحبهما والآن انا بلا دكاكين ولا بلا بضائع وفقدت كل شيء ولكن الحمد لله ، ولكننا سنشكو الهيئة القومية للكهرباء لله اولا واخيرا ثم الجهات المختصة ثانيا لأنهم قادرون على اخذ استحقاقاتهم بالكامل اولا بأول وبالمقدم وبالمقابل لا يقدمون الخدمة المطلوبة فقد ابلغناهم بعطل هذا المحول الكارثة عدة مرات ولكنهم لا يقدمون الحلول الجذرية ابدا لندفع نحن الثمن باهظا .