دكتور معتصم عثمان يعقب على حديث مستشار البرهان

0 603

قال مستشار البرهان : ان انتظار التفويض في القضايا الحساسة يضييع الفرصة يعني بذلك فرصة التطبيع مع اسرائيل ورفع إسم السودان من قائمة الإرهاب و هذا القول مردود من ثمانية جهات….

أولا:
هل التطبيع مع إسرائيل أكثر أولوية من الإنتخابات والممارسة الديمقراطية للشعب السوداني؟…

لقد خرج الشعب السوداني ضد حكومة الانقاذ يبتغي تأسيس حكومتة الديمقراطية اولا؛ ولم تكن الحكومة الانتقالية مبلغ مبتغاه ولا منتهى اشواقه وآماله بل يعتبرها بوابته لتحقيق هدفه واختيار من يحكمه .

ثانيا:
هل فرصة التطبيع والوعود الكاذبة والابتزاز الصهيوامريكي سوف تنتهي اذا لم يوافق الشعب السوداني أو البرهان اليوم او غدا؟؟

بل بالعكس هذه الفرصة علي حد قوله قد طرحت على كل الحكومات التي تعاقبت علي السودان منذ الاستقلال الى عهد البشير ولم يفكر واحدا من أولئك الرجال في إغتنامها لأنها ليست فرصة بل هي هدف استراتيجي لاسرائيل تجاه السودان المسلم والذي لم يزل عصي علي حكومة اسرائيل طيلة تلكم الفترات برجالاتها ومعتقداتهم؛
كيف لا والسودان اول من أطلق شعار اللاءات الثلاثة في القمة العربية التي انعقدت في الخرطوم وسمُّيت بقمة اللاءات الثلاثة.. لا اعتراف لا تطبيع لا تفاوض.

إذن لماذا تريد اسرائيل التطبيع مع السودان وتتلهف لذلك؟؟…

لان اسرائيل تريد من السودان ان يكون البوابة الخلفية لها بجانب مصر لمحاصرة مسلمي غزة الذين تعتبرهم اكبر مهدد أمني لها في فلسطين، ومن ثم تجهز علي شعب فلسطين بأسره وتتمدد كيفما تشاء بتدمير فلسين وهدم المنازل علي رؤوس المواطنين أصحاب الأرض
فكيف بالله نسميها فرصة؟؟؟
لا حول ولا قوة الا بالله

ثالثا:
ما هي ضماناتك ايها المستشار لنا بأن تحقق امريكا طلب السودان؟؟
ولماذا تطلب امريكا من السودان دفع تعويضات اسر ضحايا المدمرة كوول؟؟ ولماذا ايضا تطلب تعويضات تفجيرات دار السلام؟؟ وهي تعلم علم اليقين ان السودان لا يملك ثمن الدقيق لشعبه هذه الأيام!!
لكن…
هذا هو الابتزاز الأمريكي والانبطاح القحتاوي

نحن نعلم علم اليقين بان اليهود غادرون ومعتدون وخائنون و لا عهد لهم ولا ذمة… ومن لا يعرف ذلك اما انه من غير المسلمين او مكذب بالقرآن والسنة او جاهل بهما
قال تعالي
( لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) سورة التوبة الآية 10

رابعا:
ما هي آلية شطب إسم دولة السودان من قائمة الإرهاب؟؟
هل يستطيع رئيس امريكا دولة المؤسسات والقانون ترامب او غيره فعل ذلك بجرة قلم ويشطب اسم السودان من قائمة الإرهاب؟؟
ابدا لا يستطيع ذلك حتي يفهم النشطاء ان من حق الرئيس ان يقدم المقترح لمجلس الشيوخ الكونقرس اولا ومن ثم يعرضه علي البرلمان بشقيه الجمهوري والديمقراطي المعارض ومن ثم تتم عملية التصويت عليه بالقبول او الرفض،
لان هناك دعاوى وتقارير منظمات دولية وبلاغات شخصية من نشطاء المعارضة السابقين بموجبها وضع السودان في قائمة الإرهاب فاذا لم تشطب هذه الدعاوى ويطعن في صحة تلكم التقارير اولا باعتبارها بلاغات كيدية او تقارير غير صحيحة او تغير الحال إلى الأفضل
لا يمكن ان يرفع اسم السودان من قائمة الارهاب؛
فاذا تم الرفع بهذه الطريقة سوف يوضع مرة اخري بموجب تلك البلاغات والتقارير اذا تغير الرئيس او نكص ترامب عن رأية وهو غير مستبعد منه فعل كل شيء غير منطقي وغير أخلاقي….

خامسا:
هل رفع السودان من قائمة الإرهاب والتطبيع مع اسرائيل يجعلهم يشفقوا و ينفقوا علينا لنتجاوز أزماتنا الاقتصادية ويقدمَوا لنا يد العون في درء السيول والفيضانات من مأوى ومأكل ومشرب وعلاج؟؟

فقد جاءتنا كل هذه الدعومات المادية والعينية من دول تربطنا بها علاقات ازلية عفيفة وشريفة؛ ونستطيع ان نتحصل علي دعومات اكثر منها ومن دول كثيرة لو ابتعدنا عن إسرائيل وعن امريكا.
جسر قطر الجوي قطر الإخوانية على سبيل المثال .

سادسا:
هل لو كانت الحكومة مفوضة من الشعب يحق لها ان تطبّع مع المحتل وتناصره وتعترف به كدولة؟؟، خصما علي دولة فلسطين صاحبة الارض ومالكة ترابها؟؟؛ وخصما علي تاريخ شعب بأكمله؟؟؛ وجرفا لثقافته وحضارته؟؟….

بغض النظر عن يهوديتهم او مذهبهم… فقط اذا اعتبرناهم سيان في الحقوق والواجبات مع الفلسطينيين….
اليس هذا ظلم واضطهاد ؟؟

اين كانت دولة اسرائيل قبل سنة 1948م؟؟

ومن هو صاحب الارض في ذلك التاريخ وقبله؟؟

وهل دخلت اسرائيل الي ارض فلسطين
عبر اللوتري؟؟

سابعا :
اين الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية وهل منصوص فيها مادة تستثني من مهام الحكومة الانتقالية اغتنام الفرص وعدم تضييعها؟؟؟

فكيف لو كانت الفرصة عبارة عن تقليص الفترة الانتقالية والقيام بانتخابات مبكرة بدواعي الفشل والوضع الاقتصادي والسياسي المتردي الذي اعترفتم به ، طالبكم بها الشعب وما زال يطالبكم بها؟؟

اليست فرصة من الأجدى إغتنامها وتحقيقها؟؟

مادام انكم تخترقون الوثيقة بين الفينة والاخري!!!

ثامنا
الموضوع يا سعادة مستشار البرهان الإعلامي موضوع مبدأ وموقف اخلاقي وديني وعربي وانساني قبل ان يكون فرصة…..

ليتكم قبلتم بمساومات غير هذه التي سوف تعجِّل من رحيلكم ليس من الشعب فقط بل من العدل رب العزة والجلال

ختاما:
كلمة نقولها لك ولغيرك يا برهان لعلها تلامس أذنيك ويحفظها الزمان ،الشعب السوداني لا ولم ولن يُطبِّع مع المسلم المعتدي الباغي،،، فضلا عن ان يُطبِّع مع اليهودي الغادر المعتدي الكافر…
لتدنيس المسجد الأقصى واغتصاب النساء وسحل الأطفال..

د. معتصم عثمان

الأمين العام للشؤون السياسية / حزب دولة القانون والتنميّة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!